وقيل: ثلاثة ينسين المصائب، مر الليالي، والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجل وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: ثلاثة تجلو البصر، النظر إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: من لم يجلس في الصغر حيث يكره، لم يجلس في الكبر حيث يحب.
ومر ابن الخطاب رضي الله عنه ببنيان يبنى بآجر وحصى، فقال: لمن هذا؟ فقيل: لعامل من عمالك، فقال: أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها، وأرسل إليه من يشاطره ماله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمجاشعي: إن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك دين فلك كرم.
وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه يقول: اللهم ارزقني حمداً ومجداً؛ فإنه لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال.
وقال حكيم لابنه: يا بني، أوصيك، عليك بطلب المال، فلو لم يكن فيه إلا أنه عز في قلبك، وذل في قلب غيرك [؟] .
وقال آخر لابنه: أوصيك باثنين، لن تزال بخير ما تمسكت بهما، درهمك لمعاشك، ودينك لمعادك.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقان يحبهما الله، وهما السخاء والسماحة، وخلقان يبغضهما الله، وهما البخل وسوء الظن، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: إنا - معشر قريش - نعد الحلم والجود سؤوداً، ونعد العفاف، وإصلاح المال مروءة.
وقدم وفد على معاوية، فقال لهم: ما تعدون المروءة؟ فقالوا: العفاف، وإصلاح المعيشة، قال: اسمع يا يزيد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من العرب: من سيدكم؟ فقالوا: فلان على بخل فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوى من البخل؟ وقال كسرى: عليكم بأهل السخاء والشجاعة؛ فإنهم أهل حسن الظن بالله.
وقال صلى الله عليه وسلم: اصنع المعروف مع من هو أهله، ومع من ليس من أهله، فإن أصبت أهله فهو من أهله، وإن لم تصب أهله، فأنت من أهله.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: القرابة قد تقطع، والمعروف قد يكفر، وما رأيت كتقارب القلوب.
وقال أكثم بن صيفي: القرابة تحتاج إلى مودة، والمروءة لا تحتاج إلى قرابة.
وقيل لبعضهم: من أحب إليك أخوك أو صديقك؟ فقال: ما أحب أخي إلا إذا كان صديقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أكثرهم تحبباً إلى الناس.
وقال بعض الحكماء: إذا أيسر الرحل ابتلى بثلاثة، صديقه القديم فيجفوه، وامرأته يتزوج عليها، وداره يهدمها ويبنيها.
وقال رجل لبكر بن عبد الله: علمني التواضع، فقال: إذا رأيت من هو أكبر سناً منك، فقل: سبقني إلى الإسلام والعمل الصالح، فهو خير بني، وإذا رأيت من هو أصغر سناً منك، فقل: سبقته إلى الذنوب فهو خير مني.
وقال الشافعي رضي الله عنه: أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه، ورغب في مودة من لا ينفعه.
وقال أيضاً: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
وقال بعض الحكماء: أقل الدنيا يكفي، وأكثرها لا يكفي، أخذه أبو فراس فقال:
ما كل ما فوق البسيطة كافياً ... وإذا قنعت فكل شيء كافي
وقال صلى الله عليه وسلم: سافروا تغنموا، وصوموا تصحوا.
وقال موسى بن عمران عليه السلام: لا تذموا السفر؛ فإني أدركت فيه ما لم يدرك أحد، يريد أن الله تعالى كله.
وقال رجل لمعروف الكرخي: يا أبا محفوظ، أتحرك لطلب الرزق أم أجلس؟ قال: لا، بل تحرك؛ فإنه أصلح لك، فقال له: أتقول هذا؟ فقال: ما أنا قلته، ولكن الله تعالى قاله وأمر به، قال لمريم: (وهزي إليك بجزع النخلة تسقط عليك رطبا جنيا) ، ولو شاء أن ينزله عليها لأنزله، أخذه الشاعر فقال:
ألم تر أن الله أوحى لمريم ... وهزي إليك النخل تساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها ... جنته، ولكن كل شيء له سبب
قيل لأعشى بكر: إلى كم ذا الاغتراب، أما ترضى بالدعة؟ فقال: لو دامت عليكم الشمس لمللتموها، أخذ المعنى حبيب فقال:
وطول مقام المرء في الحي مخلق ... لديباجتيه، فاغترب تتجدد