responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 19
أجلِّ كل ناطق بالضاد: أجلِ بمعنى: أعظم، كل ناطقٍ بالضاد، هذا فيه براعة استهلال، لماذا؟ لأنه أراد أن يشير إلى كمال فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أتى بأصعب مخرجٍ لحرف من الحروف وهو الضاد، والضاد هذا عند أهل التجويد فيه إشكالات.
أجلِّ كل ناطقٍ بالضاد: هذا فيه إشارة إلى حديث قيلَ بوضعِهِ وقيلَ بضعفه وهو ضعيف: {أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش} لكنه ضعيف، والمعنى صحيح ولا إشكال لا تعارض أن يقال: حديث ضعيف بل موضوع والمعنى صحيح.
أجلِ كل ناطقٍ بالضاد محمدٍ: هذا بدل من قوله نبينا، قلنا: أجل كل ناطقٍ بالضاد هذا فيه براعة استهلال كما ذَكرَ في الأول، ونسينا أن ننبه: الحمد لله البديع: هذا إشارة إلى الفن الثالث وهو البديع.
الحَمْدُ لله البديعِ الهادي ... إلى بيانِ مَهيعِ الرشادِ

البيان: البيان هذا فيه إشارة إلى فن البيان، هذه تُسمى براعة استهلال، مع هذا النص: أجل كل ناطق بالضاد، وهو إشارة إلى فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم، بل كمال فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم.
براعة الاستهلال: أن يأتي المتكلم في طالعةِ كلامه، يعني: في أول كلامه بما يشعر بمقصوده، هو يريد أن يؤلف في البلاغة فحينئذٍ يأتي ببعض العبارات أو الاصطلاحات الخاصة بالبلاغة، منها البديع ومنها البيان، ومنها الإرشاد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفصح من نطق بالضاد؛ لأن الذي يأتي بالمخارج يكون أقرب إلى الفصاحة، لذلك الخطيب الذي يعتني بمثل هذه يكون له دور.
محمدٍ سيدِ خلق الله: محمد هذا علم ... لأنه أصل اسم مفعول محمد، فعله حُمِّدَ فهو مُحمَّدٌ، وقيل: مُشتق من الحميد، والحميد هذا اسم من أسماء الله تعالى، وعليه حُمل قولُ حسان:
وشَقَّ له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد

وابن القيم رحمه الله تعالى يرى أنه مشتقٌ من حُمِّدَ وهو اسم مفعول، وهو أشرف أسمائه صلى الله عليه وسلم، اشتق من حُمّدَ وهو صيغة مبالغة أو التضعيف هنا للمبالغة، لماذا؟ لأنه أكثر الخلق يحمدُ من البشر، لمَ؟ لكثرة خصاله التي يحمد عليها الظاهرة والباطنة، فحينئذٍ محمد ولذلك اختلف العلماء: أسماء الله عز وجل تدل على معاني في الموصوف، أسماء البشر وهذا باتفاق أهل السنة، وأهل البدع لا التفات إليهم، أسماء المخلوقين غير النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أنها جامدة، تسمي شخصاً صالحاً، صالح اسم فاعل، واسم الفاعل يدل على ذات متصفة بالصلاح، هل هو بالفعل متصف بالصلاح؟ لا؛ الله أعلم، لكن هل اللفظ يقتضي هذا؟ ما يقتضي؛ لأنه لا يجوز أن يُشتق بإجماع أهل اللغة.

وهذا من أعظم ما يُردُّ به على المعتزلة ومن على شاكلتهم، أنه لا يجوز أن يُشتقّ لذاتٍ وصفٌ لم تتصف تلك الذات بمدلول اللفظ، لا يمكن أن تقول لزيد: هذا قائم، يعني: بالفعل، وهو لم يحدث منه القيام، هذا بالإجماع ممنوع لغةً، فحينئذٍ لو قيل: زيدٌ صالح .. فلان سميت ابنك صالحاً مثلاً، لا يقتضي هذا اللفظ بذات اللفظ أن تكون تلك الذات المسماة بهذا اللفظ قد قام بها وصفُ الصلاح، هذا اسم جامد.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست