نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي جلد : 1 صفحه : 47
وما قُلْتُ لِلْبَدْرِ أَنْتَ اللُّجيْنُ ... ولا قُلْتُ لِلشَّمْسِ أَنْتِ الذَّهَبْ
فَيَقْلَقَ مِنْهُ البَعِيْدُ الأَنَاةِ ... ويَغْضَبُ مِنْهُ البَطِيءُ الغَضَبْ
اللجين والذهب: معروفان، وبعد الأناة: شدة التثبيت.
فيقول: وما بخست سيف الدولة يسيرا من حقه، ولا قصرت به في شيء من ذكره، ولا وصفته بأقل أوصافه، ولا نسبته إلى أخص أحواله، فأكون كمن مثل البدر بالجين، والشمس بالذهب، فلم يعط التمثيل حقه، ولا في التشبيه قسطه، مع قليل ما فرط فيه، ويسير ما دخل من السهو عليه، ولكنني وصفته غير مقصر في وصفه، ومدحته غير متأخر في مدحه.
ثم قال: ولم يكن فيما ذكرته به ما يقلق منه مثله، من أهل الأناة البعيدة، والتؤدة الشديدة، وما يغضب منه من يبطئ الحلم بغضبه، ويحمله على التلبث شرف حسبه.
وما لاقَنِي بَلَدٌ بَعْدَكُمْ ... ولا اعْتَضْتُ مِنْ ريَّ نُعْمايَ رَبْ
ومَنْ رَكِبَ الثَّوْرَ بَعْدَ الجَوَ ... دِ أَنْكَرَ أَظْلافَهُ والغَبَبْ
لاق الشيء بالشيء: إذا ضمه ولصقبه، ورب الشيء: مالكه، والأظلاف من الشاة والثور: بمنزلة الحافر من الدابة، وغبب الثور: ما تحت عنقه من الجلدة الرخوة.
فيقول لسيف الدولة: وما لاقني بلد بعدك أستقر فيه، ووطن أعتمد عليه، ولا اعتضت منك وأنت رب نعمتي، وحافظ جملتي، ربا أسند إلى فضله، ومالكا أتعبد نفسي لمثله.
ثم قال: ومن صحبك على جلالتك، وشاهدك مع عظيم سيادتك، ثم فارقك وصحب غيرك ممن يتسمى بالإمرة، وينتسب إلى العلو والرفعة، وأحواله مع ذلك تعقده، وأخلاقه تقصر به وتؤخره، كان كمن ركب الثور مع هجنة خلقه، بعد ركوب الجواد المتقدم في عتقه. وهذه العبارة وإن لم تجر على رتبة لفظه فهي
نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي جلد : 1 صفحه : 47