نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي جلد : 1 صفحه : 46
وأنفذ إليه كتابا إلى الكوفة يحصله بأمان، وسأله فيه المسير إليه، فأجابه عنه، وأنفذها إلى ميارفارقين في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
فَهِمْتُ الكِتَابَ أَبَرَّ الكُتُبْ ... فَسَمْعَاً لأَمْرِ أَميرِ العَرَبْ
وَطَوْعاً لَهُ وابْتِهَاجَاً بِهِ ... وإنْ قَصَّرَ الفِعْلُ عَمَّا وَجَبْ
أبر الكتب: بمعنى أصدقها، وسمع: مصدر بمعنى الوقوف عند الأمر.
فيقول لسيف الدولة: قرأت كتابك، أبر الكتب وأكرمها، وأعزها وأفضلها، فسمعا لأمرك يا أمير العرب وسيدهم، وزعيمهم وأوحدهم.
ثم قال: وطوعا لكتابك وابتهاجا، ووقوفا عنده وامتثالا له، وإن قصر فعلي عما يجب من حقك، وعجز كثير شكري عما أحاط به من فضلك.
وَمَا عَاقَنِي غَيْرُ خَوْفِ الوُشَاةِ ... وَإِنَّ الوِشَايَاتِ طُرْقُ الكَذِبْ
وتَكْثِيرُ قَوْمٍ وَتَقْلِيْلُهُمْ ... وَتَقْرِيْبُهُمْ بَيْنَنَا والخَبَبْ
وَقَدْ كَانَ يَنْصُرُهُمْ سَمْعُهُ ... وَيَنْصُرُنِي قَلْبُهُ والحَسَبْ
عاقني: بمعنى صرفني، والوشايات: النمائم، والوشاة: الناقلون لها، والتقريب والخبب: ضربان سريعان من المشي، والحسب: الشرف.
فيقول لسيف الدولة: وما عاقني عن قصدك، ولا صرفني عن استيطان أرضك، غير تخوفي من الوشاة وكذبهم، وتوقعي لأهل الحسد وحيلهم، والوشايات طريق أهل الكذب، والنمائم سلاح أهل الحسد.
ثم أكد ذلك فقال: وما توقعته مما عهدته من تكثير أولئك الوشاة في جهتي عند التقرب، وتقليلهم عند قلة الاهتبال بهم، وتقريبهم بيننا، وخببهم بما يختلقونه من إفكهم، واجتهادهم فيما ينقلونه من كذبهم.
ثم قال مخبرا عن سيف الدولة: وقد كان ينصرهم باستماع ما ينقلونه وإظهار التقبل لما يقولونه، وينصرني قلبه بجميل معتقده، ويسعدني شرفه بكريم مذهبه، فكان يسمع منهم في جهتي ما لا يصدقه، ويظهر الإصغاء إليهم فيما لا يحققه.
نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي جلد : 1 صفحه : 46