ومياه ومحلات معدة للجلوس ولشرب القهوة، فرأينا فيه من أنواع الحيوانات البرية والبحرية وأنواع الطيور على اختلاف ألوانها وخلقتها البديعة على ما لا يكيف، ومن أغرب الحيوانات التي رأيناه ثمة بمرسى البحر في صهريج ماء صورة وجه لها شبه بصورة وجه الفرس وله صوت عال مزعج وإذا قوبل بمأكول من لحم ونحوه خرج من الماء لشافر الصهريج ليأكل ما يلقى إليه وهو سريع الحركات قوي البنية، ومثله بقر الماء فإنه إذا قوبل بمأكول ولو من حشيش خرج من الصهريج ليأكل ما يلقى إليه أيضا، وصورته تشبه صورة البقر البري. ومن أعجب ما رأينا من الحيوانات البرية الكركدان وهو على قدر بقر الجاموس ولكنه ضخم الجثة كلها معمورة بغداد لحمية. وقد أخبرنا المكلف بهذه الحيوانات أن الرصاص لا يؤثر فيه إلا في محل مخصوص بين أذنيه وله ثلاث قرون، اثنان صغيران بلصق أذنيه والثالث كبير في وسط هامته وبه يحارب الفيل لأنه عدو له ويأكل الحشيش ويجتر كالبقر. وأخبرنا أن عمره أربعون سنة. ومن أغرب ما رأينا سلحفات برية عظيمة الخلقة لها من العمر ماية سنة. ومن أعجب ما رأينا بالمحل المذكور نوع من البغال أصلها من بلاد الحبشة فوق الحمار ودون البغال وهي مخططة كلها خط أبيض وخط أسود. وكل خط منها في عرض إصبعين. وبه جملة من الأفاعي الضخمة التي تبتلع الجدي في لحظة.
كما رأينا فرسا جامعا علوه على قدر الكبش، إلى غير ذلك من الحيوان الغريب الذي لا نقدر على عده ووصفه، فتبارك الله أحسن الخالقين والكل محتفل بتربية
وتدبير عيشه وهيئة مختصة به مما لابد منه على حسب ما هو معتاد في قطره من إدامة حر أو برد وغير ذلك مما يحفظ حياته.
فالحيوان الكبير في صهاريج ماء والصغير منه في أحواض من الزجاج