وفي الساعة الواحدة من يومنا هذا أقلع بنا قاصدا مرسى اللندرة ولما قربنا لمرساها أتحف السفير رئيس ألبا كبط وخليفته بتحفة مناسبة كما أتحف المستخدمين به بدراهم ذهبية كل واحد منهم بما يناسب وَضِيَفَته وفق العادة الجارية.
وفي الساعة الثالثة مساء يوم الجمعة حللنا مرسى اللندرة حلول حفظ وسلامة فإذا هي مرسى عظيمة وفيها من المراكب التجارية والحربية والبابورات الصغار المعدة لإدخال البابورات والمراكب للمرسى ولجر القوارب مالا يحصى كثرة، وما نزلنا بالدكس أعني المون إلا بعد ساعة لكثرة البابورات الداخلة والخارجة ولما نزلنا بـ المون سرنا خطوات قليلة فركبنا إحدى حافلة بابور البر ثم قفل بنا مسرعا إسراعا لا يتمكن الإنسان معه من النظر إلى الأشياء القريبة على حقيقتها لأنه يقطع ثمانين ميلا في الساعة الواحدة، وبعد سير نصف ساعة نزلنا في إسطيشن أعني موقف بابور البر وركبنا في عربية فصارت بنا نحو ساعة فوصلنا إلى الدار المعدة لنزولنا الكائنة بحومة تسمى جمسط السكوير نمرة أربعة وسبعين، وهي من الجهات المعتبرة عندهم هنالك لا يسكنها إلا الأعيان، وعادتهم أن حارات الأشغال والحوانيت والمخازن لا يسكنها إلا عامة الناس، وجهة مساكن الأعيان لا يكون إلا خالية من جميع ذالك، وجل بناء هاته البلاد من الأجور إلا قليلا من الحجارة المنجورة وعامة دورهم ذوات طبقات