والحر معدة عندهم للغسل والتنظيف كل صباح، وقريب منها عدة ميضات نظيفة ذات الماء الجاري بئالة بحيث لا تخطر معها أدنى رائحة، وقدر المستخدمين في هذا ألبا كبط ما يقرب من ماية نسمة وجلهم من أرض الهند ما بين المسلمين وغيرهم، وقد أخبرنا من يوثق به أن كَمْبَانِيَةَ هذا ألبا كبط يعني جماعة تجار ملاك هذا ألبا كبط المسماة بكمبانية (ابنسلار ابدار تيطل) لهم من جنس هذا ألبا كبط ما يزيد على السبعين، وليعلم الراكب في هذا ألبا كبط أن لهم قواعيد وأدبيات عند الأكل والشرب والجلوس وغير ذلك مما يطول شرحه فلترد البال أيها الراكب ولتأخذ بالاحتياط بقدر الإمكان والإنسان فقيه نفسه، وفي الساعة الرابعة عشية يومنا هذا أقلع بنا وسار بنا سير مسرعا لأنه يقطع سبعة عشر ميلا في الساعة، وفي الغد الذي هو يوم الثلاثاء مررنا بمياه البرتغال ويظهر إنها أرض طيبة المنبت غزيرة النفع كثيرة الجبال قوية الحراثة والعمارة وغيرها. وفي يوم الأربعاء دخلنا مياه بحر بِشْكَايَة المعروف دائما بكثرة الاضطراب والهيجان غير أنا وجدناه يومئذ متوسط الحال ما بين سهولة وصعوبة، وقدر مسافته خمسة وعشرون ساعة. وفي صبيحة يوم الخميس مررنا على منارة مبنية على حجرة صغيرة وسط البحر وعلى رأسها فنار معد لاهتداء المراكب ليلا وأخبرنا أن قدر منارات الضوء على شواطئ مياه أَكْلْتَرَّةْ المعدة لما ذكرنا نحو مايتي منارة احتياطا منهم على المراكب المارة ليلا وصيانة لها من الآفات البحرية.