responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 997
وقد دل القرآن الكريم على إثبات صفة العلم لله تعالى وعلى بطلان ما نسبته الشيعة الرافضة من عقيدة البداء لله، التي أفضت إلى نسبة الجهل إليه تعالى: والآيات الدالة على إثبات صفة العلم لله تعالى كثيرة، منها قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ - وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ} [الأنعام: 59: 60]، وقال تعالى: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
قال ابن تيمية رحمه الله: قد دلت هذه الآية على وجوب علمه بالأشياء من وجوه انتظمت ... لأهل النظر والاستدلال القياسي العقلي:
أحدها: أنه خالق لها، والخلق هو الإبداع بتقدير، وذلك يتضمن تقديرها في العلم قبل تكونها في الخارج.
الثاني: أن ذلك مستلزم للإرادة والمشيئة، والإرادة مستلزمة لتصور المراد والشعور به.
الثالث: أنها صادرة عنه، وهو سببها التام، والعلم بأصل الأمر، وسببه يوجب العلم بالفرع المسبب، فعلمه بنفسه مستلزم بكل ما يصدر عنه.
الرابع: أنه في نفسه لطيف يدرك الدقيق، خبير يدرك الخفي، وهذا هو مقتضى العلم بالأشياء، مستغن عنها، كما هو غني بنفسه في جميع صفاته [1]، وقد دلت الآيات كذلك على تقدير الله تعالى للكون قبل أن يخلقه، وذلك بناء على علمه السابق بهذا الكون قبل وجوده، قال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى - وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 3، 4]، فهذه الآيات الكريمات فيها أعظم رد على الشيعة الرافضة الذين زعموا أن الله تعالى لا يعلم الحوادث إلا بعد حدوثها، وأنه قد يأمر بأمر ثم يتغير رأيه بناء على تجديد المصلحة، فالله تعالى قبل أن يخلق هذا الخلق قدره، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا تدبيره، ولا يتجاوز ما

[1] الفتاوى (2/ 211).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 997
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست