responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 994
يوم القيامة [1]، وعودتهم إلى الحياة بعد الموت [2] في صورهم التي كانوا عليها [3].
واتجه شيوخ الشيعة إلى كتاب الله سبحانه ليأخذوا منه الدليل على ثبوت الرجعة التي يتفردون بها عن سائر المسلمين، ولما لم يجدوا بغيتهم تعلقوا كعادتهم بالتأويل الباطني، وركبوا متن الشطط، وتعسفوا أيما تعسف في هذا السبيل، حتى أصبح استدلالهم حجة عليهم، ودليلا على زيف معتقدهم، وبرهانا على بطلان مذهبهم، وإليك مثالا على تفسيرهم للآيات، يرى شيخ المفسرين عندهم أن من أعظم الدلالة على الرجعة قوله سبحانه: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95]، حيث يقول ما نصه: هذه الآية من أعظم الأدلة على الرجعة، لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم -يرجعون- يوم القيامة من هلك ومن لم يهلك [4]، ومع أن الآية حجة عليهم، فهي تدل على نفي الرجعة في الدنيا، إذ معناها كما صرح به ابن عباس وأبو جعفر الباقر وقتادة وغير واحد: حرام على أهل كل قرية أهلكوا بذنوبهم أنهم يرجعون إلى الدنيا قبل يوم القيامة [5]، وهذا كقوله سبحانه: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [يس: 31]، وقوله: {فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 50]، زيادة {لاَ" هنا لتأكيد معنى النفي من {وَحَرَامٌ" وهذا من أساليب التنزيل البديعة النهائية في الدقة، وسر الإخبار بعدم الرجوع مع وضوحه، هو الصدع بما يزعجهم ويؤسفهم، وفوات أمنيتهم الكبرى، وهي حياتهم الدنيا [6]، وإذا كان المقصود إثبات الرجعة فيه رجعة للناس ليوم القيامة بلا ريب [7] أي ممتنع البتة عدم رجوعهم إلينا للجزاء [8].
إن فكرة الرجعة عند الشيعة الرافضة بعد الموت مخالفة صريحة لنص القرآن الكريم، وباطلة بدلالة آيات عديدة من كتاب الله سبحانه، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ - لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100]، فقوله سبحانه: {وَمِن وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100]، صريح في نفي الرجعة مطلقا [9].
فهؤلاء جميعا يسألون الرجوع عند الموت، وعند العرض على الجبار جل علاه، وعند رؤية النار يجابون، لما سبق في قضائه أنهم إليها لا يرجعون، ولذلك عد أهل العلم القول بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت من أشد مراحل الغلو في بدعة التشيع [10]، وقد جاء في مسند أحمد أن عاصم بن ضمرة: وكان من أصحاب علي -رضي الله عنه- قال للحسن بن علي: إن الشيعة يزعمون أن عليا يرجع، قال الحسن: كذب أولئك الكذابون، ولو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه [11]، والقول

[1] أوائل المقالات، ص51.
[2] أصول الشيعة الإمامية (2/ 1105).
[3] أوائل المقالات، ص95.
[4] تفسير القمي (2/ 76) وضع عنوان في أعلى الصفحة: أعظم دليل على الرجعة.
[5] تفسير ابن كثير (3/ 205).
[6] تفسر القاسمي (11/ 293).
[7] أصول الشيعة الإمامية (2/ 1112).
[8] فتح القدير (3/ 426).
[9] مختصر التحفة ص (201).
[10] أصول الشيعة الإمامية (2/ 112).
[11] مسند أحمد (2/ 312)، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 994
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست