responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 784
ولقد رأينا بعض الشباب يتخاذل عن معاونة الناس الذين خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا, فهؤلاء في نظرهم لا يستحقون أي خدمة, ولا كلمة طيبة, ولا مساعدة نافعة, فهؤلاء الشباب لم يتضح عندهم مفهوم الولاء والبراء وحدود كل منهما, فيطغى عندهم البراء على الولاء, ونسوا أن الخدمات الاجتماعية وسيلة ناجحة من وسائل الدعوة, لأنها عملية, فهي أبلغ تأثيرًا في الناس من القول, نسوا أن خشونتهم في المعاملة وتخليهم عن المساعدة يعمق الهوة بينهم, ويذهب بهؤلاء الناس إلى صفوف المنحرفين أعداء الدين.
ومن مظاهر العنف البالغة ما يفعله بعض هؤلاء من مجاوزة الغلظة بالقول إلى القتل وسفك الدم, دم العلماء, أو الجنود الأبرياء, أو المواطنين العزل, وأخيرًا فلا تعجب إذا علمت بعد ذلك أن أصحاب العنف هؤلاء, كثيرًا ما انقلب بعضهم على بعض, وتطاولت الألسنة وأحيانًا الأيدي, وذلك ليس بغريب إذا رجع الإنسان قليلاً لدراسة أحوال الفرق التي تركت كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومنهج السلف الصالح, فقد تناحرت تلك الفرق فيما بينها, وضلل بعضها بعضًا وكفر بعضها بعضًا.
وهكذا مصير من ترك المنهج الذي جاء به خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وسلامه, إن الإسلام موقفه صريح من العنف والشدة في الدعوة ومعاملة الناس, قال تعالى آمرًا موسى وأخاه هارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى - فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44،43] , تلك هي توجيهات ربنا عز وجل لموسى وهارون عليهما السلام عند دعوة فرعون الطاغية, القول اللين في بيان الحق لأنه أجدى وأقرب لقبول الذكرى وإحداث الخشية, وقال سبحانه: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35،34].
إن الداعية قد يلقى في طريقه ما يغضبه ويضايقه, وهو لاقيه لا محالة, فلابد أن يوطن نفسه على الصبر, ويحصنها بكظم الغيظ, والعفو عن الناس {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:17].

نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 784
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست