responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 783
هذه الثلاثة: العلم والرفق, والصبر, والعلم قبل الأمر والنهي, والرفق معه, والصبر بعده, وإذا كان كل من الثلاثة مستصحبًا في هذه الأحوال. وقد ذكر القاضي أبو يعلى: لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهًا فيما يأمر به, فقيهًا فيما ينهى عنه [1] , تلك بعض أمور من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قد أدى الجهل بها وعدم مراعاتها إلى سلوك سبيل الشدة والعنف في الدعوة.
* ولقد استخدم بعض الشباب أسلوب الغلظة والقسوة في إرشاد الناس ومحاورتهم لهم, ودعوتهم لإقلاعهم عما يخالف الشرع, وظنوا أن طريق الشدة هي المجدية والرادعة, وغاب عنهم أن أسلوب الرفق هو الأصل ولا يترك إلا بعد أن تستنفد وسائله, لأنه هو المجدي النافع, المؤثر في النفس, أما الشدة فإنها تنفر في غالب الأحيان, وتحمل المخالف على الإصرار, ومن العجب أن هؤلاء لم يفرقوا بين المخالف عن علم, والجاهل الذي لا يدري, ولا بين الداعية للبدعة والضحية المضلل المخدوع, ولا بين المنكر المختلف فيه والمتفق عليه, ومن الأسباب الغليظة التي يسلكها بعض هؤلاء: الخشونة في معاملة الوالدين, فلا يقيم لهما حرمة, ولا يعاونهما ولا يخدمهما, لقد نسي هؤلاء أن الوالدين لهما خصوصيات عن سائر الناس لاسيما في دعوتهما وإرشادهما, ولا يعني ذلك التنازل عن الالتزام والتمسك بأمر من أمو الدين أو ارتكاب معصية إرضاء لهواهما .. كلا ... كلا إنما نريد الأدب في المعاملة, واللين في القول وحسن العشرة, والصبر عليهما والشفقة والرحمة بهما, قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ - وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15،14].

[1] الفتاوى (28/ 137،136).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست