responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 729
قال ابن كثير بعد أن ذكر ما أملاه الشيطان لهم مما تقدم ذكره: وهذا ضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم, فسبحان من نوَّع خلقه كما أراد وسبق في قدره العظيم, وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج: إنهم المذكورون في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً - الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا - أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 103 - 105]. والمقصود أن هؤلاء الجهلة الضلال, والأشقياء في الأقوال والأفعال اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين, وتواطؤوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس, ويتحصنوا بها, ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم ممن هم على رأيهم ومذهبهم من أهل البصرة وغيرها فيوافوهم إليها, ويكون اجتماعهم عليها, فقال لهم زيد بن حصن الطائي: إن المدائن لا تقدرون عليها, فإن بها جيشًا لا تطيقونه وسيمنعونها منكم, ولكن واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جوخي ولا تخرجوا من الكوفة جماعات, ولكن اخرجوا وحدانًا لئلا يفطن بكم.
فكتبوا كتابًا عامًا إلى من هو على مذهبهم, ومسلكهم من أهل البصرة وغيرها, وبعثوا به إليهم ليوافوهم إلى النهر ليكونوا يدًا واحدة على الناس, ثم خرجوا يتسللون وحدانًا لئلا يعلم أحد بهم فيمنعوهم من الخروج, فخرجوا من بين الآباء والأمهات, والأخوال والخالات, وفارقوا سائر القرابات يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسماوات, ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات والعظائم والخطيئات, وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود من السماوات, الذي نصب العداوة لأبينا آدم, ثم لذريته ما دامت أرواحهم في أجسادهم مترددات؛ وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم, فردوهم وأنَّبوهم ووبخوهم, فمنهم من استمر على الاستقامة ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة,

نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 729
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست