responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 728
ورغبهم في الآخرة والجنة, وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ثم قال: فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد, إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه الأحكام الجائرة, ثم قام حرقوص بن زهير فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن المتاع بهذه الدنيا قليل, وإن الفراق لها وشيك, فلا تدعونكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها, ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل:128]. فقال حمزة بن سنان الأسدي: يا قوم, إن الرأي ما رأيتم وإن الحق ما ذكرتم, فولوا أمركم رجلاً منكم, فإنه لابد لكم من عماد وسنان, ومن راية تحفون بها, وترجعون إليها. فبعثوا إلى زيد بن حصن الطائي -وكان من رؤوسهم- فعرضوا عليه الإمارة فأبى, ثم عرضوها على حرقوص بن زهير فأبى, وعرضوها على حمزة بن سنان فأبى, وعرضوها على شريح بن أبي أوفى العبسي فأبى, وعرضوها على عبد الله بن وهب الراسبي فقبلها, وقال: أما والله لا أقبلها رغبة في الدنيا, ولا أدعها فرقًا من الموت [1].
واجتمعوا أيضًا في بيت زيد بن حصن الطائي السنبيسي فخطبهم وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتلا عليهم آيات من القرآن منها قوله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص:26] , وقوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] , والآية التي بعدها: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] , والآية التي بعدها: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47].
ثم قال: فأشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا, أنهم قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الكتاب, وجاروا في القول والأعمال, وأن جهادهم حق على المؤمنين, وبكى رجل منهم يقال له: عبد الله بن شجرة السلمي, ثم حرض أولئك على الخروج على الناس وقال في كلامه: اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتى يطاع الرحمن الرحيم, فإن أنتم ظفرتم وأطيع الله كما أردتم أثابكم ثواب المطيعين له العاملين بأمره, وإن فشلتم فأي شيء أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته [2].

[1] البداية والنهاية (7/ 312) , تاريخ الطبري (5/ 689).
[2] البداية والنهاية (7/ 312).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 728
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست