responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 718
فقد وصفهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنهم طائفة مارقة, وأنهم يتشددون في الدين في غير موضع التشدد, بل يمرقون منه بحيث يدخلون فيه ثم يخرجون منه سريعًا لم يتمسكوا منه بشيء, كما اشتمل الحديث الأول في هذه الأحاديث الثلاثة أنهم يقاتلون أهل الحق, وأن أهل الحق يقتلونهم, وأن فيهم رجلاً صفة يده كذا وكذا, وكل هذا وقع وحصل كما أخبر به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يجاوز تراقيهم» احتمالان:
1 - يحتمل أنه لكونه لا تفقهه قلوبهم, ويحملونه على غير المراد به.
2 - يحتمل أن يكون المراد أن تلاوتهم لا ترتفع إلى الله [1].
ومن صفاتهم الذميمة التي ذمهم بها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنهم ليس لهم من الإيمان إلا مجرد النطق به, وأنهم أصحاب عقول رديئة وضعيفة, وأنهم عندما يقرؤون القرآن يظنون لشدة ما بلغوا إليه من سوء الفهم أنه لهم وهو عليهم, فقد روى البخاري رحمه الله من حديث علي رضي الله عنه أنه قال: إذا حدثتكم عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا, فوالله لإن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه, وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة, وإني سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «سيخرج قوم في آخر الزمان [2] أحداث الأسنان [3] , سفهاء الأحلام [4] يقولون من خير قول البرية [5] لا يجاوز إيمانهم حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» [6].
وفي هذين الحديثين ذم الخوارج بأنهم ليس لهم من الإيمان إلا مجرد النطق, فقد دل الحديث الأول على أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب [7]. وأما هذا الحديث

[1] فتح الباري (6/ 618) ما قاله القاضي عياض في شرح النووي (7/ 159).
[2] قال الحافظ ابن حجر: المراد بآخر الزمان زمان خلافة النبوة, فإن في حديث سفينة المُخَرج في السنن, وصحيح ابن حبان وغيره مرفوعًا: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة, ثم تصير ملكًا» , وكانت قصة الخوارج وقتلهم يوم النهروان في أواخر خلافة علي سنة ثمان وثلاثين للهجرة, فتح الباري (12/ 287).
[3] أحداث الأسنان: صغار السن, شرح النووي (7/ 169).
[4] سفهاء الأحلام: ضعفاء العقول, فتح الباري (6/ 619).
[5] أي من القرآن كما في حديث أبي سعيد المتقدم يقرؤون القرآن.
[6] البخاري (2/ 281).
[7] فتح الباري (2/ 281).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 718
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست