نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 598
قال النووي: رأى على أن ذلك هو المصلحة في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واعتقد ذلك لما رأى من انزعاجه، فبذل جهده في النصيحة، لإرادة راحة خاطره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1]. وعلي رضي الله عنه لم ينل عائشة رضي الله عنها بأدنى كلمة يفهم منها أنه قد عرض بأخلاقها أو تناولها بسوء، فإنه على الرغم من قوله للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لم يضيق الله عليك [2] , إلا أنه عاد فقال لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ناصحًا: وسل الجارية تصدقك [3]. فهو قد دعاه إلى التحري أولاً قبل أن يفارقها، أي أنه قد رجع عن نصيحته الأولى بالمفارقة إلى نصيحة أخرى بسؤال الجارية، وتحري الحقيقة [4] , وقد سأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجارية التي كانت أكثر التصاقًا بعائشة، فأكدت أنها ما علمت من أمر عائشة إلا خيرًا، وقد خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يومه الذي سأل فيه الجارية، واستعذر من عبد الله بن أبىًّ قائلاً: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرًا [5]. لقد كانت نصيحة على في صالح عائشة، فقد ازداد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قناعة بما علم من خير في أهله [6]. ولم يكن موقف على في حادثة الإفك هو الذي جعل عائشة تغضب منه رضي الله عنه لأجله، أو تحقد الحقد الذي يجعلها تتهمه زورًا بقتل عثمان، وتخرج عليه مؤلبة الأعداد الهائلة من المسلمين، كما زعم كثير من الباحثين ممن تورط في روايات الشيعة الرافضة التي لفقوها ووضعوها.
* ندمهم على ما حصل منهم: قال ابن تيمية: .. وهكذا عامة السابقين، ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزّبير وعلىٌّ وغيرهم، ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في القتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم [7]. [1] شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 634). [2] البخاري رقم (4786). [3] البخاري رقم (4786). [4] دور المرأة السياسي: ص (462). [5] البخاري رقم (4786). [6] دور المرأة السياسي: ص (462). [7] المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال، ص (222).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 598