responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 451
وقد بدأ ابن عباس يمارس عمله في ولايته وهو صحابي عرف بعلمه الواسع في الفقه والتفسير، وقد أثبت مهارة إدارية بتوطيد الأمن في سجستان وهي تابعة لولاية البصرة، وفي إقليم فارس حيث عين زياد بن أبى سفيان واليًا عليه، كما أنابه حين خرج من البصرة فتمكن من ضبط الأمن فيها، ويعتبر عبد الله بن عباس من أهم رجالات أمير المؤمنين على، وكان يرافقه في الأحداث الخطيرة، وينصح له ويجادل عنه، وكان أمير المؤمنين على يعتمد عليه ويستشيره، وقد استمرت ولاية ابن عباس على البصرة حتى 39 هـ، وكان يعاونه صاحب الشرطة وصاحب الخراج، وقد استمر ابن عباس في بعض الروايات على البصرة حتى مقتل على، قال الطبري في حوادث سنة 40 هـ: فيها خرج
عبد الله بن عباس من البصرة، ولحق بمكة في قول عامة أهل السير، وقد أنكر ذلك بعضهم وزعم أنه لم يزل بالبصرة عاملاً عليها من قبل أمير المؤمنين على رضي الله عنه حتى قتل، وبعد مقتل على صالح الحسن معاوية، ثم خرج إلى مكة [1].
إن شخصية ابن عباس كانت شخصية قيادية جمعت صفات القائد الرباني، من العلم والفطنة والذكاء والصبر، والحزم، وغيرها من الصفات إلا أنه أشتهر بالفقه والعلم بسبب دعاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له بالفقه في الدين والعلم بالتأويل، وأخذه عن كبار الصحابة، وقوة اجتهاده وقدرته على الاستنباط، واهتمامه بالتفسير، ومنهجه المتميز في تعليم أصحابه، وحرصه على نشر العلم، ورحلاته وأسفاره، وتأخر وفاته وقرب منزلته من عمر، رضي الله عنه [2] , فقد حظي بعناية خاصة من الفاروق عندما لمس فيه مخايل النجابة والذكاء والفطنة، فكان يدنيه من مجلسه، ويقربه إليه، ويشاوره، ويأخذ برأيه فيما أشكل من الآيات، وابن عباس مازال شابًا غلامًا، فكان لذلك الأثر البالغ في دفعه وحثه على التحصيل والتقدم، بل والإكثار في باب التفسير وغيره من أبواب العلم، فعن عامر الشعبي عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: قال لي أبى: يا بنى إني أرى أمير

[1] تاريخ الطبري (6/ 56).
[2] تفسير التابعين (1/ 374 - 395).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست