نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 426
في الذين كما أورد ذلك ابن جرير [1]، ثم لما تبين له من أبى بن كعب الخفض وإلحاق الواو قال: لقد كنت أظن أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، يقصد المهاجرين، وهذا القول منه- رضي الله عنه- يؤيد ما ذهب إليه أصحاب القول الأول القائلون بحجية أقوال الصحابة من غير تخصيص لبعضهم، إذ اشترك الجميع في وصف الثناء عليهم بكونهم سبقوا في كل علم وفضل وجهاد وعمل، وهذه الآية احتج بها ابن القيم وجعلها من الأدلة الدالة على وجوب اتباع الصحابة [2] , وحكى احتجاج الإمام مالك بها في هذا المعنى (3)
, وذكر أن الآية تتضمن مدح الصحابة والثناء عليهم واستحقاقهم أن يكونوا أئمة متبوعين يقتدي بهم، وتؤخذ أقوالهم، وأنها اقتضت المدح لمن اتبعهم كلهم، أو اتبع كل واحد منهم ما لم يخالف نصًا [4]. ومن الأدلة: قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران:110]، روى ابن جرير بسنده عند تفسيره لهذه الآية عن الضحاك، قال: هم أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خاصة [5]، قال ابن جرير بعد إيراده لهذا الأثر مبينًا معناه: يعني وكانوا هم الرواة الدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم [6]، واستشهد بالآية الشاطبى حين قرر أن: سنة الصحابة- رضي الله عنهم- وسنة يعُمل عليها ويُرجع إليها [7] , فقال في الآية: إثبات الأفضلية على سائر الأمم، وذلك يقتضى استقامتهم في كل حال وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة [8] , وقد أفاض الإمام ابن القيم الجوزية في الاستدلال على حجية قول الصحابة بالآيات الكريمة ووجه استدلاله فجاد وأفاد [9].
ثانيًا: أما الأدلة من السنة فهي كثيرة منها: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «خير الناس القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني ثم الثالث» [10] , [1] تفسير الطبري (14/ 438). [2] إعلام الموقعين (4/ 123).
(3) المصدر نفسه (4/ 123) .. [4] المصدر نفسه (4/ 123 - 129). [5] تفسير الطبري (7/ 102). [6] المصدر نفسه (7/ 120). [7] الموافقات (4/ 74). [8] المصدر نفسه (4/ 74). [9] إعلام الموقعين (4/ 123 - 135). [10] مسلم (2/ 1965).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 426