responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 278
أن يستثمر منصبه الكبير لمصالحه الخاصة، وهذا فهم دقيق لمجالات الورع والتقوى، فالخلافة عنده وعند أمثاله عمل صالح، والخليفة إذا صاحبه العدل كان أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، فهو لا يريد أن يدنس هذا العمل الصالح بمصالح دنيوية، فيتحول العمل إلى مجلبة للوزر بدلاً من الأجر، فكان بهذا السلوك العالي قدوة حسنة لمن أتوا بعده [1].
4 - يخشع القلب ويقتدي به المؤمن: قال عمر بن قيس: قيل لعلي رضي الله عنه: لم ترقع قميصك؟ قال: يخشع القلب ويقتدي به المؤمن [2] , فهذا من زهذه - رضي الله عنه - وحرصه على تربية المسلمين على حياة الزهد والتقشف، فقد لاحظ في لبس الثوب المرقوع ملحظين: الأول أنه وسيلة إلى خشوع القلب وتواضع النفس والبعد عن أسباب العجب والكبرياء، والثاني أنه يعتبر بذلك قدوة للمسلمين، فإذا رآه الناس- وهو في أعلى منصب - يلبس الثوب المرقع فإن نفوسهم تتواضع ويبتعدون عن التنافس في شراء الملابس الغالية الثمن، ويتقوى بذلك الزاهدون الذين يتعرضون لملامة الناس على سلوكهم حياة الزهد [3].
5 - لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان: عن عبد الله زُرَير الغافقى قال: دخلت على علىَّ بن أبي طالب- رضي الله عنه - فقرب إلينا خزيرة [4] , فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط - يعنى الأوز- فإن الله - عز وجل - قد أكثر الخير، فقال: يا ابن زرير إني سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدى الناس» [5] , فهذا أمير المؤمنين على بن أبي طالب - رضي الله عنه -

[1] التاريخ الإسلامي (12/ 429) للحميدي.
[2] تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين، ص (647) للذهبي.
[3] التاريخ الإسلامي (12/ 430) للحميدى.
[4] الخزيرة: لحم يقطع ويطبخ بالماء ويذر عليه الدقيق.
[5] مسند أحمد (1/ 78) إسناده صحيح، قاله أحمد شاكر وهناك من ضعفه.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست