responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 277
مالكم شيئًا، وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي - أو قال من المدينة- [1].
وهنا نتساءل فنقول: ما الذي حمل أمير المؤمنين عليًا على أن يعيش عيشة الفقراء وأن يتحمل البرد القارس وهو قادر على أن يشتري أفخر ما يوجد في الأرض من الملابس وأكثرها دفئًا؟ إنه مثال للزهد الحقيقي حيث يرغب عن متاع الدنيا مع القدرة على تحصيله، إنه تلميذ المدرسة النبوية التي ربى فيها على الزهد في متاع الدنيا الزائل، والتنافس على نعيم الآخرة الخالد، فلقد عاش رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عيشة الفقراء وهو يستطيع أن يكون
كأفضل الأغنياء [2].
3 - باعني رضاي وأخذ رضاه: عن أبي مطر بن عبد الله الجهنى قال: رأيت عليًا عليه السلام متزرًا بإزار، مرتديًا برداء ومعه الدرة [3] , كأنه أعرابى بدوى، ثم ذكر دخوله إلى السوق ومساومته أحد التجار في ثوب بثلاثة دراهم، وأن التاجر عرفه، قال: فلما عرفه لم يشتر منه شيئًا، فأتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئًا، فأتى غلامًا حدثًا فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم، ثم جاء أبو الغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهمًا ثم جاء به فقال: هذا الدرهم يا أمير المؤمنين، قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: كان ثمن القميص درهمين، فقال باعني رضاي وأخذ رضاه [4]. فهذا مثل في الزهد من أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه، فلقد كان مظهره في لباسه يوحى بأنه رجل أعرابي لخشونة ملابسه، وحينما اشترى له ثوبًا اختار نوعًا متواضعًا رخيص الثمن مع أنه كان آنذاك أعلى مسئول في العالم، حيث كان خليفة المسلمين، وهذا يدل على تواضعه وزهده في الدنيا، علمًا أن له حقه من الفئ
ومن بيت المال وغيرهما من مصادر الدولة لشخص مفرغ، كخليفة وحاكم، لمراعاة
مصالح المسلمين.
ومثل آخر في الورع والاحتياط للدين حينما امتنع من الشراء ممن يعرفونه حتى لا يراعوه في الثمن لمنصبه، فهو لا يريد

[1] حلية الأولياء (1/ 82)، صفة الصفوة (1/ 316).
[2] التاريخ الإسلامي (12/ 428).
[3] الدرة بكسر الدال وتشديدها، العصا.
[4] الزهد، ص (130).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست