responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
[1] - الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق: روى الحافظ أبو نعيم عن كميل بن زياد قال: أخذ على بن أبي طالب رضي الله بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبَّان - يعنى الصحراء- فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل ابن زياد، القلوب أوعية فخيرها أوعاها للعلم، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق [1]. إن هذه الوصية البليغة قد اشتملت على درر المواعظ وغُرر الحكم، فقد قسم أمير المؤمنين على رضي الله عنه الناس إلى ثلاثة أقسام:
(أ) العلماء الربانيون: والمقصود بالعلماء علماء الدين، والربانيون الذين يجمعون بين الفقه والحكمة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران:79]، قال: حكماء فقهاء, أخرجه الإمام البخاري، وبذلك فسره عبد الله ابن مسعود، رضي الله عنه [2] , فالذين يجمعون بين الحكمة والفقه هم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها، لأن الحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب ومن ذلك التوفيق إلى تطبيق الحكم الشرعي على واقع الناس، وذلك يقتضي فهما دقيقًا لواقع المجتمع الإسلامي، ومن الحكمة القيام بتربية الأمة بهذا الدين، وذلك يقتضي الجمع بين تعليم الدين والتربية علي التقوى ومكارم الأخلاق، وأما الفقه فهو فهم الأحكام الدينية من مصادرها الشرعية، ولذلك كان العلماء الربانيون هم أفضل الأمة، لأنهم جمعوا بين فضيلتين هما: تلقى العلم، والتعليم مع التربية، فهم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها [3] , وقد عرف أمير المؤمنين على رضي الله عنه الربانيين بأنهم هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها [4].

[1] حلية الأولياء (1/ 75)، صفة الصفوة (1/ 329).
[2] التاريخ الإسلامي للحميدي (11، 12/ 438).
[3] التاريخ الإسلامي للحميدى (11، 12/ 438).
[4] الفتاوى (1/ 49).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست