نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 132
وألقى عكرمة رمحه يومئذ وهو منهزم عن عمرو، فقال حسان بن ثابت:
فرّ وألقى لنا رمحه ... لعلَّكَ عَكْرمُ لم تفْعلِ
ووليت تعدو كعدو الظَّليم ... ما أن يحوّر عن المعدل
ولم تلوِ ظهرك مستأنسًا ... كان قفاك قفا فَرْعَل (1)
وبعد مقتل عمرو بن عبد ود بعث المشركون إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يشترون جيفته بعشرة آلاف، فقال: ادفعوا إليهم جيفتهم، فإنه خبيث الجيفة، خبيث الدية، فلم يقبل منهم شيئًا.
وقد حدث هذا والمسلمون في ضنك من العيش، ومع ذلك فالحلال حلال والحرام حرام، إنها مقاييس الإسلام في الحلال والحرام، فأين هذا من بعض المسلمين الذين يحاولون إيجاد المبررات لأكل الربا وما شابهه؟ [2].
ثانيًا: علي رضي الله عنه في غزوة بنى قريظة:
وكان فيها رضي الله عنه حامل راية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المقدمة [3] , إلى أن حكم فيها سعد ابن معاذ، وكان في بادئ الأمر لم ينزلوا على حكمه، قال ابن هشام: إن علىّ بن أبى طالب صاح وهم محاصرو بنى قريظة: يا كتيبة الإيمان، وتقدم هو والزبير بن العوام، وقال: والله لأذوقن ما ذاق حمزة، أو لأقتحمن حصونهم، فقالوا: يا محمد ننزل على حكم سعد بن معاذ [4]، وهكذا أنزل الله تعالى الرعب والخوف في قلوب أعداء العقيدة والدين، على لسان ذاك التقى النقي لما آتاه الله من حب الاستبسال والموت في سبيل عزة دين الله تعالى، وقد نادى كتيبته
(1) الفرعل: صغار الضباع. [2] معين السيرة للشامي: ص (94). [3] السيرة النبوية لابن هشام (3/ 258). [4] البخاري رقم 1421، السيرة النبوية لابن هشام (3/ 263).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 132