نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133
بأحب الأسماء التي ينادي بها الله تعالى عباده ألا وهو نداء الإيمان الذي يتجلى فيه صدق الاعتقاد، وصلاح العمل، وحب الجهاد في سبيله تعالى [1].
ولما حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه أن تقتل مقاتلتهم، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم الأموال [2] , فكان من الذين يباشرون القتل على بن أبى طالب والزبير رضي الله عنهما [3].
ثالثًا: علي رضي الله عنه في صلح الحديبية وبيعة الرضوان:
في غزوة الحديبية وقبل الصلح، خرج بعض العبيد (الأرقاء) من مكة إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكتب إليه مواليهم بإرجاعهم، فرفض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يرجعهم وقال: «يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلبه على الإيمان»، فسأله الصحابة بتلهف: من هو يا رسول الله؟ وكلهم يرجو أن يفوز هو بهذه الشهادة العظيمة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هو خاصف النعل، وكان قد أعطى عليًا بخصفها [4] , ولَّما تَم الصلح بين المسلمين ومشركي قريش، كتب على كتابًا بينهم قال: فكتب: محمد رسول الله، فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله، لو كنت رسول الله لم نقاتلك. فقال لعلي: امحه قال: ما أنا بالذي أمحوه، فمحاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده فصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبَّان [5] السلاح [6] , وقد امتنع على رضي الله عنه عن محو كلمة (رسول الله) بدافع محبته لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتعظيمه [7]. [1] الخليفتان عثمان وعلى بين السنة والشيعة، أنور عيسى: ص (78). [2] السيرة النبوية لابن هشام (3/ 263)، البخاري رقم 4121. [3] إمتاع الأسماع للمقريزي (1/ 247). [4] مرويات غزوة الحديبية، حافظ الحكمي: ص (183)، والحديث صحيح بمجموع طرقه، خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد على ناصر: ص (30). [5] الجلبّان: شبه جراب من الأدم يوضع فيه السيف المغمور. [6] مسلم (3/ 1409)، خصائص على للنسائي، تحقيق أحمد البلوشي: ص (203). [7] الانتصار للصحب والآل: ص (262 - 274).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133