نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 439
والخلافة، فلا أعرفنك ما استخفك سفهاء الكوفة فأخرجوك [1]، ولم يذكر ابن عبد البر أسانيده فى الرواية، وأما المتن ففيه نكارة، كما أنه ينافى ما ثبت عن على رضى الله عنه فى تقديمه لأبى بكر وعمر فى الخلافة، وقد بينت ذلك فى كتبى عن أبى بكر وعمر رضى الله عنهم.
ب- تفكره فى ملكوت السماء واحتسابه نفسه عند الله:
لما حضر الحسن بن على قال: أخرجونى إلى الصحن حتى أنظر فى ملكوت السماوات -يعنى الآيات- فأخرجوا فراشه فرفع رأسه، فنظر فقال: اللهم إنى أحتسب نفسى عندك، فإنها أعز الأنفس علىَّ، قال: فكان مما صنع الله له أنه أحتسب نفسه عنده [2]، وجاء فى رواية: اللهم إنى أحتسب نفسى عندك، فإنى لم أصب بمثلها، غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [3]، ويظهر فى هذا الموقف العظيم والمشهد الرهيب صدق توجه الحسن لله وحده المتفرد بالكبرياء والعظمة والجبروت، وفى هذه العبارات تتفجر معانى الخضوع والتذلل لله عز وجل مع كمال الرجاء وتعلق قلبه بالله وحده فلا ينبغى أن تتعلق قلوبنا بغير الله عز وجل، كما أنه وهو يودع هذه الدنيا لا ينسى عبادة التفكر فى ملكوت السماوات وما فيها من المخلوقات المتنوعة، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، ثم نظر إلى نفسه التى هى أعز الأنفس عليه غير رسول الله، فاحتسبها عند الله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]. فإن التأمل والتفكر فى الكون والنفس وآيات الله المنظورة داع قوى للإيمان، لما فى هذه الموجودات من عظمة الله الخالق الدالة على قدرة خالقها وعظمته؛ وما فيها: من الحسن والانتظام، والإحكام الذى يحير الألباب، الدال على سعة علم الله، وشمول حكمته؛ وما فيها من أصناف المنافع والنعم الكثيرة التى لا تعد ولا تحصى، الدالة على سعة رحمة الله، وجوده وبره، وذلك كله يدعو إلى تعظيم مبدعها، وبارئها وشكره واللهج بذكره؛ وإخلاص الدين له، [1] الاستيعاب (1/ 391). [2] البداية والنهاية (11/ 209). [3] صفة الصفوة (1/ 762).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 439