responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 440
وهذا هو روح الإيمان وسره [1]، وإذا تأملنا فى مخلوقات الله كلها، نجدها مضطرة ومحتاجة إلى ربها من كل الوجوه، وأنها لا تستغنى عنه طرفة عين خصوصًا ما تشاهده فى نفسك من أدلة الافتقار وقوة الاضطراب، وذلك يوجب للعبد كمال الخضوع وكثرة الدعاء والتضرع إلى الله فى جلب ما يحتاجه من منافع دينه ودنياه، ودفع ما يضره فى دينه ودنياه، ويوجب له قوة التوكل على ربه، وكمال الثقة بوعده، وشدة الطمع فى بره وإحسانه، وبهذا يتحقق الإيمان، ويقوى التعبد فإن الدعاء مخ العبادة وأصلها [2]، فالحسن بن على رضى الله عنه أتقن عبادة التفكر وهو فى لحظاته الأخيرة من هذه الحياة الدنيا، وعلمنا معنى عظيمًا وكبيرًا فى المفهوم الشامل للعبادة فقد احتسب نفسه عند ربه، وهكذا يفهم الصحابة معانى الاحتساب عند الله، وكان معاذ رضى الله عنه قد أجاب أبا موسى الأشعرى عندما قال له: فكيف تقرأ يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئى من النوم، فأقرأ ما كتب الله، فأحتسب نومتى كما أحتسب قومتى [3]، فالأكل وجماع الرجل لأهله، إذا احتسبه المسلم عند الله فيه الأجر والمثوبة من الله تعالى، والحسن ابن على يحتسب نفسه عند الله ويودع الدنيا بعبادة التفكر وعبادة الاحتساب فى المصائب، فقد كان رضى الله عنه لسان حاله قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].
ج- يا أخى إنى أدخل فى أمر من أمر الله لم أدخل فى مثله قط، وأرى خلقًا من خلق الله لم أر مثله قط [4].
قال أبو نعيم [5]: لما اشتد بالحسن بن على الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد، ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على

[1] شجرة الإيمان للسعدى، ص (49)، والوسطية فى القرآن الكريم، للصلابى ص (239).
[2] التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، ص (51)، الوسطية، للصلابى، ص (239).
[3] البخارى، ك المغازى، رقم (4342).
[4] البداية والنهاية (11/ 210).
[5] هو الفضل بن دكين.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست