responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 274
إشباعاً إلا بما شرّع المولى عز وجل، الآن طغيانها يترتب عليه نتائج خطيرة، كقسوة القلب وضعف الإيمان، فكلما تمادت شهوة الفرج في الطغيات ازداد القلب قسوة وظلمة ووحشة ابتداء من النظر إلى ما حرم الله ثم الاختلاط بين الجنسين وما يتبعه من رجُّل النساء وتخنث الرجال، وما ينتج عنه من تهوين أمر الفاحشة والتمهيد لها حتى يقع فيها وعندها يتمكن المرض من القلب، وتبتعد عنه حقيقة الإيمان، ومصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن [1]. قال البخاري ـ رحمه الله ـ عند روايته لهذا الحديث: أي لا يكون هذا مؤمناً تاماً ولا يكون له نور الإيمان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان فوق رأسه كالظُلة، فإذا أخرج من ذلك العمل رجع إليه الإيمان [2]. فأصحاب الكبائر ينزع منهم نور الإيمان ويضعف تعظيم الرب سبحانه من قلوبهم، إذ لو استشعروا من أتى الكبائر مثل الزنى أو السرقة أو شرب الخمر وغير ذلك، فلا بدأ أن يذهب ما في قلبه من تلك الخشية والخشوع والنور، وإن بقى أصل التصديق في قلبه، وهذا من الإيمان الذي ينزع منه عند فعل الكبيرة (3)
ومن نتائج طغيان شهوة الفرج، كثرة الوقوع في المعاصي، فالمعصية ولو كانت صغيرة تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها ولا يدرك صاحبها خطرها، فالنظرة تؤدي إلى الفكرة ثم يتولد الخاطر في القلب وتتحرك الشهوة وقد يؤدي ذلك إلى العزم على اقتراف الفاحشة، فإن تيسرت أسبابها وقع فيها ولهذا كانت النظرة مقدمة من مقدمات الزنى، وباباً من الأبواب الموصلة إليه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش،، والرجل زناها الخُطا، والقلب

[1] البخاري، ك الحدود (8/ 13) مسلم رقم 57.
[2] صححه الحاكم في المستدرك (1/ 22) ووافقه الذهبي.
(3) كتاب الإيمان، لابن تيمية صـ 29 ..
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست