responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 272
أنواع كثيرة من الشرب، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات وحسبك بهذين شراً، فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام، وكم من طاعة حال دونها، فمن وفي شر بطنه فقد وفي شراً عظيماً والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام [1]، ولذلك حذرنا ربنا سبحانه من إتباع وساوسه ومكائده التي تؤدي إلى طغيان شهوة البطان وعدم الاكتفاء بالحلال، فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين)) (البقرة، الآية: 168)، كما أرشد سبحانه إلى الاعتدال في الطعام والشراب لئلا يؤدي ذلك إلى تسلط شهوة البطن وانحرافها قال تعالى ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرَِفين)) (الأعراف، الآية: 31). فالأمر التي تدل على تسلط شهوة البطن أن يُكثر صاحبها من الطعام والشراب فوق الحاجة، ويبالغ في الشبع ويفرط فيه وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخطار هذا الإسراف وضرره على الجسد والنفس، وذلك فيما رواه الترمذي عن مقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه [2].
وفي هذا الحديث النبوي بيان للمنهج السوي الذي ينبغي التمسك به في الإقلال من الطعام والشراب وعدم الإسراف في شهوة البطن لأن هذا الإسراف يؤدي إلى الشر الكبير، وليس المقصود بالشر هنا ما يتعلق بأمراض المعدة فحسب، وإنما المقصود أيضاً الشر الذي يصيب النفس حينما تعتاد الشرهَ في الطعام والشراب وشدة التعلق بهما فيتحول الطعام من وسيلة للغذاء وتقوية البدن إلى غاية وهدف يسعى صاحبه من أجله ويصبح ذلك السعي شغله الشاغل حتى تصبح همته مصروفة إليها، فمهما شبعت بطنه لا تشبع نفسه، لأن شهوة البطن أضحت عنده مقياس السعادة [3]، فطغيان شهوة البطن لا يعني كثرة الأكل فحسب لأن كثرة

[1] جهاد النفس / على الدهامي صـ 93.
[2] الترمذي، ك الزهد، رقم 380، حديث حسن صحيح
[3] أمراض النفس، و. أنس كرزُون صـ 109
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست