responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
ل ـ صورة مشرقة من آداب الجهاد في الإسلام:
وتعلم الحسن بن علي رضي الله عنه من قصة بعث أبي بكر لجيش أسامة الصورة المشرفة للجهاد الإسلامي وقد تجلت تلك الصورة المشرقة في وصية أبي بكر الصديق لجيش أسامة عند توديعهم إياهم، ولم يكن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وصاياه للجيوش إلا مستناً بسنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان عليه الصلاة والسلام يوصي الأمراء والجيوش عند توديعهم [1]، ومن خلال الوصية التي جاءت في البحث تظهر الغاية من حروب المسلمين فهي دعوة إلى الإسلام، فإذا ما رأت الشعوب جيشاً يلتزم بهذه الوصايا لا يملك إلا الدخول في دين الله طواعية واختياراً [2].
ي ـ أثر جيش أسامة على هيبة الدولة الإسلامية:
عاد جيش أسامة ظافراً غانماً بعدما أرهب الروم حتى قال لهم هرقل وهو بحمص بعد ما جمع بطارقته، هذا الذي حذرتكم، فأبيتم أن تقبلوا مني!! قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر فتغير عليكم ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم [3]، وأصاب القبائل العربية في الشمال الرعب والفزع من سطوة الدولة الإسلامية، وكان لهذه الغزوة أثر في حياة المسلمين وفي حياة العرب الذين فكروا في الثورة عليهم، وفي حياة الروم الذين تمتد بلادهم على حدودهم [4] فقد فعل هذا الجيش بسمعته ما لم يفعله بقوته وعدده، فأحجم من المرتدين من أقدم، وتفرق من اجتمع، وهادن المسلمين من أوشك أن ينقلب عليهم، وصنعت الهيبة صنيعها قبل أن يصنع الرجال، وقبل أن يصنع السلاح [5]، حقاً لقد كان إرسال هذا الجيش نعمة على المسلمين، إذ أمست جبهة الردة في الشمال أضعف الجبهات، ولعل من آثار هذا أن الجبهة في وقت الفتوحات كان كسرها أهون على المسلمين من كسر جبهة العدو في العراق، كل ذلك يؤكد أن أبا بكر رضي الله عنه

[1] المصدر نفسه صـ 80.
[2] تاريخ الدعوة إلى الإسلام صـ 269.
[3] ولم تكلم: تصاب بالجروح.
[4] الصديق ـ لهيكل باسا صـ 107.
[5] عبقرية الصديق ـ للعقاد صـ 107.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست