responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 115
- مشى أبو بكر رضي الله عنه مع أسامة رضي الله عنه، وهو راكب وقد كان ابن عشرين سنة من عمره وأصر على المشي مع أسامة رضي الله عنه، كما أصر على بقاء أسامة راكباً لما طلب منه أسامة رضي الله عنه إما أن يركب هو، أو يأذن له بالنزول، فلم يوافق رضي الله عنه لا على هذا ولا على ذاك، وكأن الصديق بمشيه ذلك يخاطب الجيش فيقول: انظروا أيها المسلمون أنا أبو بكر رغم كوني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمشي مع أسامة وهو راكب إقراراً وتقديراً لإمارته.
- كان أبو بكر الصديق يرغب في بقاء عمر بن الخطاب نظراً لحاجته إليه، لكنه لم يأمره بذلك، بل استأذن من أسامة في تركه إياه بالمدينة إن رأى هو ذلك مناسباً، وبهذا قدَّم الصديق رضي الله عنه صورة تطبيقية أخرى لاعترافه واحترامه لإمارة أسامة رضي الله عنه، وفيها بلا شك دعوة قوية للجيش إلى الإقرار والانقياد لإمارته وهذا الذي اهتم به الصديق رضي الله عنه من جعل دعوته مقرونة بالعمل هو الذي أمر به الإسلام ووبّخ الرب عز وجل أولئك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم [1]، قال تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)) (البقرة، آية: 44).
ش ـ مكانة الشباب في الإسلام:
ومما يتجلى في هذه القصة كذلك منزلة الشباب العظيمة في خدمة الإسلام، فقد عين رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاب أسامة بن زيد رضي الله عنهما أميراً على الجيش المعدّ لقتال الروم ـ القوة العظمى في زعم الناس في ذلك الوقت ـ وكان عمره آنذاك عشرين سنة، أو ثماني عشرة سنة، وأقره أبو بكر الصديق رضي الله عنه على منصبه رغم انتقاد الناس، وعاد الأمير الشاب بفضل الله من مهمته التي أسندت إليه غانماً ظافراً وفي هذا توجيه للشباب في معرفة مكانتهم في خدمة الإسلام [2]. فعلى الدعاة والمربين إعطاء هذا الجانب حقه بالإهتمام، وفتح المجال أمام الطاقات الشابة لكي تبدع في خدمة دينها وهذه السنة النبوية تجدد الحيوية والنشاط في الأمة وتساهم في تفجير طاقات خلاَّقة تقوم بالدور الحضاري المنوط بالمسلمين.

[1] قصة بعث أبي بكر جيش أسامة صـ 66.
[2] المصدر نفسه صـ 70.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست