responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 113
الاهتمام بأمر الدين مقدم على كل شئ وبقي هذا الأمر حتى ارتحل من هذه الدنيا [1]، وقد تعلم الحسن بن علي رضي الله عنه هذا الدرس واستوعبه وعاش به في حياته.
ب ـ المسيرة الدعوية لا ترتبط بأحد، ووجوب اتباع النبي صلي الله عليه وسلم فقد تعلم الحسن بن علي من قصة إنفاذ جيش أسامة بأن مسيرة الدعوة لم ولن تتوقف، حتى بموت سيد الخلق، وإمام الأنبياء وقائد المسلمين صلى الله عليه وسلم، وقد كان الصديق رضي الله عنه قبل ذلك قد بين في خطبته التي ألقاها إثر بيعته عن عزمه على مواصلة بذل الجهود لخدمة هذا الدين [2]، وقد جاء في رواية قوله: فاتقوا الله أيها الناس، واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره، ومعز دينه والله لا نبالي من أجلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولة، وما وضعناها بعد، ولنجاهدنَّ من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يبغين أحد إلا على نفسه [3]. ومن الدروس التي استفادها الحسن بن علي من قصة أنفاذ الصديق جيش أسامة رضي الله عنهم أنه يجب على المسلمين اتباع أمر النبي صلى الله عليه وسلم، في السراء والضراء، فقد بين الصديق من فعله أنه عاض على أوامر النبي صلى الله عليه وسلم بالنواجذ ومنفِّذها مهما كثرت المخاوف وشدّت المخاطر فمن أقوال الصديق الخالدة في تلك الحادثة: والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع تخطفنني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته ([4]
وقدَّم بموقفه هذا صورة تطبيقية لقول الله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)) (الأحزاب، آية: 36)، وقد تعلم المسلمون أن الله تعالى ربط نصر الأمة وعزها باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أطاعه فله النصر والتمكين، ومن عصاه فله الذل والهوان، فسر حياة الأمة في طاعتها لربها واقتدائها بسنَّة نبيها صلى الله عليه وسلم [5].

[1] قصة بعث أبي بكر جيش أسامة صـ 24.
[2] قصة بعث أبي بكر جيش أسامة صـ 27.
[3] البداية والنهاية (5/ 213، 214).
[4] تاريخ الطبري (4/ 45) ..
[5] الانشراح ورفع الضيق بسيرة أبي بكر الصديق للصَّلاَّبيِّ صـ 227، قصة جيش أسامة صـ 227.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست