responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 112
وقد قدم بنعي رسول الله على هِرَقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبراً واحداً، فقالت الروم: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم ثم أغاروا على أرضنا [1]، وقال العرب: لو لم يكن لهم قوة لما أرسلوا هذا الجيش [2]، فكفوا عن كثير مما كانوا يريدون أن يفعلوه [3] ولقد اختلق بعض الشيعة الرافضة حديثاً نسبوه لرسول الله، لا أصل له في كتب السنة فقالوا: بأن رسول الله لعن من تخلف عن جيش أسامة، وهذا الحديث منكر لا أصل له وهم ما احتجوا بهذا الحديث المختلق إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين. فقد قالوا: وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة ولم يجد الرافضة الحديث مسنداً إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة لقد استفاد الحسن بن علي رضي الله عنه وشباب ذلك الجيل من قصة انفاذ جيش أسامة دروساً وعبراً منها.
أـ الأحوال تتغير وتتبدل والشدائد لا تشغل أهل الإيمان عن أمر الدين:
فقد علّم الصديق الأمة إذا نزلت بها الشدة وألمت بها المصيبة أن تصبر، فالنصر، مع الصبر، وأن لا تيأس ولا تقنط من رحمة الله ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)) (الأعراف، آية: 56). وليتذكر المسلم دائماً أن الشدة مهما عظمت، والمصيبة مهما اشتدت وكبرت فإن من سنن الله الثابتة، ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) (الإنشراح، آية: 5 ـ 6). وإن المسلم لأمره عجيب في هذه الدنيا فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: عجاً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له [4]. فالشدائد والمصائب مهما عظمت وكبرت لا تشغل أهل الإيمان عن أمر الدين، فوفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم تشغل الصديق عن أمر الدين وأمر ببعث أسامة في ظروف كالحة مظلمة بالنسبة للمسلمين ولكن ما تعلمه الصديق من رسول الله من

[1] عهد الخلفاء الراشدين للذهبي صـ 20.
[2] قصة بعض أبي بكر جيش أسامة د. فضل إلهي صـ 14.
[3] الكامل لابن الأثير (2/ 227).
[4] مسلم (4/ 2295).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست