نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 80
5 - وفي غزوة ذات السلاسل ظهر موقف متميز للصديق في احترام الأمراء، مما يثبت أن أبا بكر كان صاحب نفس تنطوي على قوة هائلة، وقدرة متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم [1]، فعن عبد الله بن بريدة قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا، فغضب عمر وهمَّ أن يأتيه، فنهاه أبو بكر، وأخبره أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يستعمله عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر - رضي الله عنه - [2].
سابعًا: في فتح مكة وحنين والطائف:
أ- في فتح مكة 8 هـ:
وسبب الفتح بعد هدنة الحديبية ما ذكر ابن إسحاق قال: حدثني الزهري, عن عروة بن الزبير, عن المسور بن مخرمة, ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعًا قالا: في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد دخل, ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل, فتواثبت خزاعة وقالوا: نحن ندخل في عقد محمد وعهده, وتواثبت بنو بكر وقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم, فمكثوا في ذلك نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا, ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير -وهو قريب من مكة- وقالت قريش ما يعلم بنا محمد, وهذا الليل وما يرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فقدم عمرو بن سالم إلى المدينة فأنشد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائلاً:
اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيك الأتلدا
فانصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نصرت يا عمرو بن سالم» [3].
وتجهز النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع صحابته للخروج إلى مكة، وكتم الخبر، ودعا الله أن يعمي على [1] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: 382. [2] الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح كتاب المغازي:3/ 42. [3] السيرة النبوية لابن هشام: 4/ 44.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 80