responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 65
عن الله أمره ونهيه ووعده ووعيده [1].

خامسًا: مرض أبي بكر الصديق بالمدينة في بداية الهجرة:
كانت هجرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه عن البلد الأمين تضحية عظيمة عبر عنها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخْرجت منك ما خرجت» [2].
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما قدم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى، وكان واديها يجري نجلا (يعني ماء آجنا) فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم، وصرف الله ذلك عن نبيه، قالت: فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال في بيت واحد، فأصابتهم الحمى، فاستأذنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عيادتهم فأذن، فدخلت إليهم أعودهم -وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب- وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك [3]، فدنوت من أبي بكر فقلت: يا أبت، كيف تجدك؟ فقال:
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

قالت: فقلت: والله ما يدري أبي ما يقول، ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت: كيف تجدك يا عامر؟ فقال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه [4] ... كالثور يحمي جلده بروقه (5)

قالت: قلت: والله ما يدري عامر ما يقول. قالت: وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى اضطجع بفناء البيت ثم يرفع عقيرته [6]، ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر [7] وجليل

[1] الفتاوى لابن تيمية: 11/ 286.
[2] الترمذي، كتاب المناقب، باب فضل مكة: 5/ 722، رقم: 3925.
[3] الوعك: الحمى.
[4] بطوقه: بطاقته.
(5) بروقه: بقرنه.
[6] عقيرته: صوته.
[7] إذخر: نبات طيب الرائحة.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست