نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 66
وهل أرِدَن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل (1)
قالت: فأخبرت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل حمَّاها واجعلها بالجحفة» [2].
وقد استجاب الله دعاء نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعوفي المسلمون بعدها من هذه الحمى، وغدت المدينة موطنًا ممتازًا لكل الوافدين والمهاجرين إليها من المسلمين على تنوع بيئاتهم ومواطنهم [3].
شرع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد استقراره بالمدينة في تثبيت دعائم الدولة الإسلامية، فآخى بين المهاجرين والأنصار، ثم أقام المسجد، وأبرم المعاهدة مع اليهود، وبدأت حركة السرايا، واهتم بالبناء الاقتصادي والتعليمي والتربوي في المجتمع الجديد، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- وزير صدق لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولازمه في كل أحواله، ولم يغب عن مشهد من المشاهد، ولم يبخل بمشورة أو مال أو رأي. (4)
* * *
(1) شامة وطفيل: جبلان مشرفان على مجنة على بريد مكة. [2] البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، رقم: 6372. [3] التربية القيادية: 2/ 310.
(4) تاريخ الدعوة إلى الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين: ص 121.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 66