responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
قبل ذلك إلى الله، والدعوة قد تغزو قلوب ذوي السلطان والجاه، فيصبحون لها جندًا وخدمًا فيفلحون، ولكنها هي لا تفلح إن كانت من جند السلطان وخدمه، فهي من أمر الله، وهي أعلى من ذوي السلطان والجاه [1].
وعندما أحاط المشركون بالغار، وأصبح منهم رأي العين طمأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصديق بمعية الله لهما، فعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: قلت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟» [2].
وسجل الحق -عز وجل- ذلك في قوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
وبعد ثلاث ليال من دخول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الغار خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصاحبه من الغار، وقد هدأ الطلب، ويئس المشركون من الوصول إلى رسول الله، وقد قلنا: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبا بكر قد استأجرا رجلاً من بني الديل يسمى عبد الله بن أريقط، وكان مشركًا وقد أمناهُ فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما، وقد جاءهما فعلاً في الموعد المحدد، وسلك بهما طريقًا غير معهودة ليخفي أمرهما عمن يلحق بهم من كفار قريش. (3)
وفي أثناء الطريق إلى المدينة مرَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأم معبد [4] في قديد [5]، حيث مساكن خزاعة، وهي أخت حبيش بن خالد الخزاعي الذي روى قصتها، وهي قصة تناقلها الرواة وأصحاب السير، وقال عنها ابن كثير: «وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضًا» [6].

[1] في ظلال القرآن: 4/ 2247.
[2] البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين، رقم: 3653، ومسلم رقم: 5381.
(3) المستفاد من قصص القرآن، عبد الكريم زيدان: 2/ 101.
[4] هي عاتكة بنت كعب الخزاعية.
[5] وادي قديد يبعد عن الطريق المعبد حوالي ثمانية كيلو مترات.
[6] البداية والنهاية: 3/ 188.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست