نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386
بحسب ما يقتضيه الموقف، ويراه القائد في ميدان القتال [1]، إلا أن خالد بن الوليد في معركة اليرموك أدخل نظام الكراديس في أعينهم؛ وذلك لأن نظام الكراديس عبارة عن مجموعة من الجند تقف في صفوف لا تكون منفصلة عن الأخرى، بينها مسافات متباعدة مما يسهل ذلك عليها عملية الحركة وزيادة الانتشار، فمن قول خالد للجند لاستخدامه لنظام الكراديس: إن عدوكم قد كثر وطغى وليس من التعبئة تعبئة أكثر من رأى العين من الكراديس [2]، فجعل القلب كراديس وأقام فيه أبا عبيدة، وجعل الميمنة كراديس وعليها عمرو بن العاص وفيها شرحبيل بن حسنة، وجعل الميسرة وعليها يزيد بن أبي سفيان، وهكذا خرج في ستة وثلاثين كردوسًا إلى الأربعين، وخرج في تعبئة لم تعبئها العرب قبل ذلك، ووزع المهام الإدارية بين القيادة [3]، إلا أن نظام الصف ظل قائمًا ومعمولاً به في النظام الحربي الإسلامي بعد اليرموك [4].
ح- تحريضهم على القتال:
كان الصديق - رضي الله عنه - يحرض المجاهدين على القتال، ويقوي نفوسهم بما يشعرهم من الظفر، ويذكر لهم أسباب النصر ليقل العدو في أعينهم فيكونوا عليه أجرأ وبالجرأة يسهل الظفر [5]؛ فقد حرص وحض أبو بكر خالد بن الوليد على القتال بقوله: احرص على الموت توهب لك الحياة. [6] وعندما عقد الألوية لجيوش الشام أخذ يحرضهم ويحضهم على الجهاد في سبيل الله ويوصيهم، ويدعو لهم بالنصر على الأعداء [7].
ط- أن يذكرهم بثواب الله وفضل الشهادة:
فمما قاله أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في تلك الجيوش المتوجهة إلى الشام قال: ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله، لما ينبغي للمسلم أن يحب أن [1] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 231. [2] تاريخ الطبري: 4/ 215. [3] تاريخ الطبري: 4/ 215. [4] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 232. [5] نفس المصدر السابق: 1/ 234. [6] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 238. [7] فتوح الشام للأزدي: ص 11 - 15.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386