responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 360
به، بل يعترف بالفضل لأهله ويعلن طاعته لأبي عبيدة بن الجراح الذي ولي الأمر من بعده، وفي مقابل ذلك نجد أبا عبيدة بن الجراح الذي يبارك هذا الأمر ويحيي خالدًا، وهذا يدل على تجرد خالد وأبي عبيدة من حظوظ النفس وإيثارهم لمصلحة الأمة، وإرادتهم وجه الله في أعمالهم. [1] وفي هذا درس عظيم لأبناء الأمة على مستوى الحكومات والحركات والشيوخ والدعاة والقادة والزعماء في التعامل فيما بينهم عند التعيين أو العزل أو الفصل.

1 - معركة أجنادين:
وصل خالد إلى الشام وفتح بصرى واجتمع بقيادة المسلمين أبي عبيدة وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان، ودرس الموقف العسكري واطلع على أدق تفاصيله، كما اطلع على موقف عمرو بن العاص الذي كان ينسحب محاذاة ضفة نهر الأردن لكي يلتقي بجيوش المسلمين الأخرى، ومحاذرًا للاشتباك معه في معركة فاصلة، إلا أن عَمْرًا كان في تمام اليقظة والحذر وعلى علم تام بأنه ليس من مصلحته الاشتباك في مثل هذه المعركة؛ لأن جيشه لم يكن يتجاوز السبعة آلاف بينما كان جيش الروم يقارب السبعين ألف، وبعد أن درس خالد الموقف العسكري رأى أن أمامه خيارين، فإما أن يسرع وينضم إلى جيش عمرو ويخوض وإياه معركة فاصلة فيقضي على قوة الروم الكبيرة فيتعزز الموقف العسكري للجيش الإسلامي ويصون خط رجعته ويحمي جناحه الأيسر ويثبت أقدام المسلمين في فلسطين، وإما أن يقف مكانه ويوعز إلى عمرو بالانضمام إليه، ثم ينتظر قوات الروم التي كانت تزحف نحوه من دمشق ليخوض معها معركة فاصلة، وقد فضل خالد أن يأخذ الخيار الأول؛ لأن التغلب على جيش الروم في فلسطين وتشتيته يحفظ للمسلمين خط رجعتهم ويعزز مركزهم، ويجعلهم في موقف يستطيعون معه تهديد الجيش الرومي، ويجعلونه يتوقع حصول حركة التفاف من خلفه، فيضطر للأخذ بتدابير خاصة للحماية تشغل جانبًا من قواته، فيصبح بذلك مدافعًا بعد أن كان مهاجمًا.
فانحدر من اليرموك إلى سهل فلسطين بعدما أصدر أمره إلى عمرو بأن ينسحب متدرجًا جيش الروم حتى يصل جيش خالد فيطبقان عليه فارتد عمرو إلى

[1] التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 231.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست