نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 356
وكانت وفود الجهاد تتوافد على المدينة، ويقوم الصديق بتوجيهها إلى الجهات، وكانت بعض الوفود من أهل القرى فيهم جهل وجفاء، فكان أهل المدينة من صحابة وتابعين يحتملون أذى بعض الوفود الذين لم يتلقوا تربية إسلامية كافية، ويرفعون أمر ما يلاقونه منهم إلى خليفة رسول الله، ولم يذكر أنه حصل نزاع بينهم مع كثرة الوفود التي وفدت على المدينة. وكان أبو بكر الصديق قد ناشد المجتمع المدني، [1] وقال لهم: نشدتك الله أمرًا مسلمًا سمع نشدي لما كف عن هؤلاء القوم، ومن رأي لي عليه حقا فليحتمل ذرب [2] ألسنتهم، وعجلة يكرهها منهم ما لم يبلغ ذلك الحد، فإن الله مهلك بهؤلاء أعداءنا جموع هرقل والروم، وإنما هم إخوانكم، فإن كانت منهم عجلة على أحد منكم فليحتمل ذلك، ألم يكن ذلك أصوب في الرأي وخيرًا في المعاد من أن يُنْتصر منهم؟
قال المسلمون: بلى.
قال: فإنهم إخوانكم في الدين وأنصاركم على الأعداء، ولهم عليكم حق فاحتملوا ذلك لهم، ثم نزل من على المنبر [3].
خامسًا: توجيه خالد إلى الشام ومعركة أجنادين واليرموك:
كانت قيادة الجيوش الإسلامية بالشام تتابع تطور حركة الجيوش الرومانية، وشعر القادة بخطورة الموقف فعقدوا مؤتمرًا بالجولان، وكتب أبو عبيدة إلى الخليفة يشرح له الموقف، وفي الوقت نفسه قرروا الانسحاب من جميع الأراضي التي تم فتحها وتجمعوا في مكان واحد ليتمكنوا من إحباط خطة الرومان وإجبارهم على خوض معركة فاصلة تخوضها كل الجيوش الإسلامية. وكان عمرو بن العاص أشار على القادة أن يكون التجمع باليرموك، وجاء رأي الصديق مطابقًا لرأي عمرو بن العاص [4] في اختيار مكان التجمع، واتفقوا أن يتم الانسحاب مع تجنب الاشتباك مع العدو، فانسحب أبو عبيدة من حمص، وانسحب شرحبيل بن حسنة من الأردن، وانسحب يزيد بن أبي سفيان من دمشق، وأخذ عمرو بن العاص في الانسحاب تدريجيًا من فلسطين [5]، ولكنه لم [1] التاريخ الإسلامي: 9/ 224. [2] يعني: حدتها وشدتها. [3] التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 223. [4] العمليات التعرضية والدفاعية عند المسلمين: ص 148. [5] العمليات التعرضية والدفاعية عند المسلمين: ص 148.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 356