نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 353
أعلمك ذلك فترى فيه رأيك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فكتب إليه أبو بكر - رضي الله عنه -: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر هرقل ملك الروم، فأما منزله بأنطاكية فهزيمة له ولأصحابه وفتح من الله عليك وعلى المسلمين، وأما ما ذكرت من حشره لكم أهل مملكته وجمعه لكم الجموع، فإن ذلك ما قد كنا وكنتم تعلمون أنه سيكون منهم، وما كان قوم ليدعوا سلطانهم ويخرجوا من ملكهم بغير قتال، وقد علمت والحمد لله، قد غزاهم رجال كثير من المسلمين يحبون الموت حب عدوهم للحياة، ويرجون من الله في قتالهم الأجر العظيم، ويحبون الجهاد في سبيل الله أشد من حبهم أبكار نسائهم وعقائل أموالهم، الرجل منهم عند الفتح خير من ألف رجل من المشركين، فالقهم بجندك ولا تستوحش لمن غاب عنك من المسلمين، فإن الله معك، وأنا مع ذلك ممدك بالرجال، حتى تكتفي ولا تريد أن تزداد إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [1].
وكتب يزيد بن أبي سفيان إلى أبي بكر - رضي الله عنه - بنفس مضمون كتاب أبي عبيدة بن الجراح ورد الصديق على يزيد رضي الله عنهم جميعا، وهذا نص الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر فيه تحول ملك الروم إلى أنطاكية، وأن الله ألقى الرعب في قلبه من جموع المسلمين، فإن الله -وله الحمد- قد نصرنا ونحن مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالرعب وأمدنا بملائكته الكرام، وإن ذلك الدين الذي نصرنا الله به بالرعب هو هذا الدين الذي ندعو الناس إليه اليوم، فوربك لا يجعل الله المسلمين كالمجرمين، ولا من يشهد أن لا إله إلا الله كمن يعبد معه آلهة آخرين ويدين بعبادة آلهة شتى، فإذا لقيتموهم فانهد إليهم بمن معك وقاتلهم فإن الله لن يخذلك، وقد نبأنا الله -تبارك وتعالى- أن الفئة القليلة منا تغلب الفئة الكثيرة بإذن الله، وأنا مع ذلك ممدك بالرجال في إثر الرجال حتى تكتفوا ولا تحتاجوا إلى زيادة إنسان إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله. وبعث الصديق بهذا الكتاب مع عبد الله بن قرط الثمالي، حتى قدم على يزيد فقرأه على المسلمين ففرحوا به وسُرُّوا [2]. [1] التاريخ الإسلامي: 9/ 213، نقلا عن فتوح الشام للأزدي: 30، 31. [2] فتوح الشام للأزدي: 30 - 33، نقلا عن الحميدي.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 353