نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 348
إدارته للحكم وجدت رجلاً بارعًا في أمور السياسة، وإذا رأيت توجيهه للقادة العسكريين تجده رجلاً بارعًا في شئون الحرب وكأنه مع القادة في الميادين، وإذا رأيت رحمته وتأليفه للقلوب رأيت رجلاً بارعًا في الدعوة إلى الله تعالى، فهو الرجل الرحيم بالمؤمنين، الرافع لشأن أهل البلاء والصدق منهم، الخبير بأهل الكفاءة والقدرة، القوي الحازم على أعداء الله من المنافقين والكافرين [1].
2 - جيش شرحبيل بن حسنة:
حدد أبو بكر الصديق لمسير شرحبيل ثلاثة أيام بعد مسير يزيد بن أبي سفيان، فلما مضى اليوم الثالث ودع أبو بكر شرحبيل وقال له: يا شرحبيل ألم تسمع وصيتي ليزيد بن أبي سفيان؟ قال: بلى، قال: فإني أوصيك بمثلها وأوصيك بخصال أغفلت ذكرهن ليزيد: أوصيك بالصلاة في وقتها، وبالصبر يوم البأس حتى تظفر أو تقتل، وبعيادة المرضى وبحضور الجنائز وذكر الله كثيرًا على كل حال. فقال شرحبيل: الله المستعان، وما شاء الله أن يكون كان. [2] وكان جيش شرحبيل ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف، وأمره أن يسير إلى تبوك والبلقاء ثم بصرى، وهي آخر مرحلة. وتقدم شرحبيل نحو البلقاء حيث لم يلق مقاومة تذكر وكان يسير على الجناح الأيسر لجيش أبي عبيدة والجناح الأيمن لجيش عمرو بن العاص في فلسطين، فأوغل في البلقاء حتى بلغ بصرى فأخذ يحاصرها، فلم يوفق في فتحها لأنها كانت من المراكز الحصينة [3].
3 - جيش أبي عبيدة بن الجراح:
لما عزم الصديق على بعث أبي عبيدة بن الجراح بجيشه دعاه فودعه، ثم قال له: اسمع سماع من يريد أن يفهم ما قيل له ثم يعمل بما أمر به، إنك تخرج في أشراف الناس وبيوتات العرب وصلحاء المسلمين وفرسان الجاهلية، كانوا يقاتلون إذ ذاك على الحمية، وهم اليوم يقاتلون على الحسبة والنية الحسنة. أحسن صحبة من صحبك، وليكن الناس عندك في الحق سواء، واستعن بالله وكفى بالله معينًا، وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً، [1] التاريخ الإسلامي: 9/ 192 - 197. [2] فتوح الشام للأزدي: ص 15. [3] أبو بكر الصديق، نزار الحديثي: ص 62.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 348