نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 281
يتنافى مع أحكام الإسلام، فقد قال هيكل: ومن تكون بنت مجاعة في أعياد النصر التي يجب أن تقام لخالد؟! إنها لن تزيد على قربان يطرح على قدمي هذا العبقري الفاتح الذي روى أرض اليمامة بالدماء لعلها تطهر من رجسها [1].
فهذه الكلمات تصور خالدًا الصحابي الكريم وكأنه أخيل أو هكتور أو أغاممنون من قادة حرب طروادة الوثنيين، الذين لا يحارب الواحد منهم إلا إذا أشير إليه بالبنان أو أمطر بالقبلات والتوسلات؛ لأنه لا يحارب إلا للزعامة والوجاهة، أو كأنه أحد أصنام العرب الذين تسفح على جنباتهم دماء القرابين تقربًا وتذللاً، أو كأنه إله النيل الذي كان يعتقد المصريون أنه لن يفيض عليهم بالخير إلا إذا قذفوا في بحره أجمل بنات مصر، فحاشا أبا سليمان ثم حاشاه من قبل ومن بعد من مثل هذه الروح وتلك النفسية، فخالد مؤمن موحد لا يحارب إلا لإعلاء كلمة الله لا يبغي عليها جزاء ولا شكورًا من أحد من خلق الله، ومرفوض أيضا ما ذهب إليه الجنرال أكرم في تعليله لما وقع فيه خالد من ملامات من جراء قصص زواجه في حروب الردة، إذ يعيدها إلى لياقته البدنية: التي سببت له كثيرًا من المشاكل بين حسناوات شبه الجزيرة العربية [2] على حد زعمه، وكأن خالد تحول إلى زير نساء أو (دون جوان)، وهو الذي لم يكن يهوي شيئًا هواه الجهاد في سبيل الله، ولكنها التوجيهات الباطلة التي تفسر الأمور بعيدًا عن طبيعة الظروف ومعطيات المبادئ وشواهد الأخبار. (3)
إن خالدًا - رضي الله عنه - كان يقاتل عن دين، ويحتسب الأجر عند الله تعالى، وكان يقتحم المعامع بنفسه، وقد وصف بأنه له أناة القطة ووثوب الأسد [4]، وما كان يومًا بالذي يؤثر نفسه عن جنده؛ بل كانوا يجدونه أمامهم في كل معترك؛ ففي معركة بزاخة: ضرَّس في القتال فجعل يقحم فرسه ويقولون له: الله الله! فإنك أمير القوم ولا ينبغي لك أن تقدم، فيقول: والله إني لأعرف ما تقولون، ولكن ما رأيتني أصبر وأخاف هزيمة المسلمين [5]. [1] الصديق أبو بكر: ص 157. [2] سيف الله خالد بن الوليد، ترجمة العميد الركن صبحي الجابي: ص 20.
(3) حركة الردة للعتوم: ص 236. [4] تاريخ اليعقوبي: 2/ 108. [5] خالد بن الوليد، صادق عرجون: ص 744.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 281