نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 280
يا خليفة رسول الله ما يوصف خالد بجبن ولا خيانة، ولقد أقحم في طلب الشهادة حتى أعذر وصبر حتى ظفر، وما صالح القوم إلا على رضاه، وما أخطأ رأيه بصلح القوم إذ هو لا يرى النساء في الحصون إلا رجالاً. فقال أبو بكر: صدقت لكلامك، هذا أولي بعذر خالد من كتابه إلي. (1)
ونلحظ في رسالة خالد إلى أبي بكر بعض النقاط التي دافع بها عن نفسه والتي تمثلت بما يلي:
1 - إنه لم يتزوج إلا بعد أن كسب النصر واطمأن به المقام.
2 - إنه أصهر إلى رجل من زعماء قومه وأشرافهم.
3 - إنه لم يتكلف أدنى مشقة في هذا الإصهار.
4 - إن هذا الزواج ليس فيه مخالفة دينية أو دنيوية.
5 - إن الامتناع بسبب الحزن على قتلى المسلمين تصرف غير مجد؛ لأن الحزن لا يُبْقي حيًا ولا يرد ميتًا.
6 - إنه لم يكن يقدم على الجهاد أي أمر آخر، ولقد أبلى فيه بلاء لم يعد -بسببه- بينه وبين الموت أي حاجز.
7 - إنه في مصالحته لمجاعة لم يأل جهدًا في تحقيق الخير للمسلمين، وإذا كان مجاعة لم ينقل له الصورة عن قومه على حقيقتها، فعذره أنه إنسان لا يدري من أمر الغيب شيئًا، وعلى ذلك فالعاقبة كانت في صالح المسلمين؛ إذ استولوا على أرض بني حنيفة ومن ثم فاءت بقيتهم إلى الإسلام دون قتال. وعلى هذا فإن الزواج ببنت مجاعة كان أمرًا طبيعيًا لا على خالد فيه بأس، وليس صحيحًا أنه كان ناشئا عن إعجابه بمجاعة لغيرته على قومه، ولذا: أحب أن يصهر إليه ويوثق الصلة بينه وبينه, وطاب له أن يعزز صلة الدين بصلة البيت والنسب [2] كما يقول العقاد ذلك؛ لأن خالدًا لم يكن ليقدم على رابطة الدين أو يجمع إليها في التعامل مع الناس
رابطة أخرى [3].
أما أسلوب الدكتور محمد حسين هيكل في الاعتذار لخالد فإنه مرفوض؛ لأنه
(1) حروب الردة: ص 98. [2] عبقرية خالد «العبقريات الإسلامية»: ص 92. [3] حركة الردة للعتوم: ص 235.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 280