responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
من قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: 40]، ومن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفوٍّ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». [1] ولقد دفعه هذا الخلق إلى خدمة المسلمين وبخاصة أهل الحاجة منهم والضعفاء؛ فعن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعهد عجوزًا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل، فيسقي لها، ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر، فإذا هو أبو بكر الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. (2)
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه - بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها [3].
ب- نصحه لامرأة نذرت أن لا تحدث أحدًا:
كان أبو بكر - رضي الله عنه - ينهى عن أعمال الجاهلية، والابتداع في الدين، ويدعو إلى أعمال الإسلام، والتمسك بالسنة [4]، فعن قيس بن أبي حازم: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس [5] , يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم، فقال أبو بكر: ما لها لا تتكلم؟ قالوا: نوت حجة مصمتة [6] فقال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل [7]، هذا من عمل الجاهلية، قال: فتكلمت، فقالت: من أنت؟ قال: أنا امرؤ من المهاجرين. قالت: أي المهاجرين؟ قال: من قريش. قالت: من أي قريش أنت؟ قال: إنك لسئول، أنا أبو بكر. قالت: يا خليفة رسول الله، ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال: بقاؤكم عليه ما استقامت به أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أولئك على الناس [8].

[1] مسلم، كتاب البر والصلة والأداب رقم: 2588.
(2) أبو بكر الصديق، طنطاوي: 29.
[3] مسلم، فضائل الصحبة، رقم: 2454.
[4] صحيح التوثيق في سيرة حياة الصديق، مجدي فتحي السيد، ص 140.
[5] نفس المصدر السابق، وقيل الأحمس: المتشدد على نفسه في الدين والورع.
[6] أي: ساكتة.
[7] أي: ترك الكلام.
[8] البخاري رقم: 3834.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست