responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 149
سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». [1] إن الأمة تصاب بالذل إذا تركت الجهاد، فلذلك جعل الصديق الجهاد إحدى حقائق الحكم في دولته [2]، ولذلك حشد طاقات الأمة من أجل الجهاد؛ لكي يرفع الظلم عن المظلومين، ويزيل الغشاوة عن أعين المقهورين، ويعيد الحرية للمحرومين، وينطلق بدعوة الله في آفاق الأرض يزيل كل عائق ضدها.

7 - إعلان الحرب على الفواحش:
قال أبو بكر - رضي الله عنه -: ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء [3]، والصديق هنا يذكر الأمة بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ... ». [4] إن الفاحشة هي داء المجتمع العضال الذي لا دواء له، وهي سبيل تحلله وضعفه حيث لا قداسة لشيء؛ فالمجتمع الفاحش لا يغار ويقر الدنية ويرضاها، إنه مجتمع الضعف والعار والأوجاع والأسقام وحال الناس أدل شاهد. لقد وقف أبو بكر يحفظ قيم الأمة وأخلاقها [5]، فقد حرص في سياسته على طهر الأمة ونقائها، وبعدها عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وهو - رضي الله عنه - يريد بذلك أمة قوية لا تشغلها شهواتها، ولا يضلها شيطانها، لتعيش أمة منتجة تعطي الخير، وتقدم الفضل لكل الناس.
إن علاقة الأخلاق بقيام الدولة وظهور الحضارة علاقة ظاهرة، فإن فسدت الأخلاق وخربت الذمم ضاعت الأمم، وعمها الفساد والدمار. والدارس لحياة الأمم السابقة والحضارات السالفة بعين البصيرة يدرك كيف قامت حضارات على الأخلاق الكريمة والدين الصحيح؛ كالحضارة التي قامت في زمن داود وسليمان عليهما السلام، والتي قامت في زمن ذي القرنين، وكثير من الأمم التي التزمت بالقيم والأخلاق فظلت قوية طالما حافظت عليها، فلما دب سوس الفواحش إليها استسلمت للشياطين، وبدلت

[1] سنن أبي داود رقم: 3462، صححه الألباني.
[2] أبو بكر رجل الدولة: ص 73.
[3] البداية والنهاية: 6/ 305.
[4] صحيح الألباني: 2/ 370، رقم الحديث في ابن ماجه: 4019.
[5] أبو بكر رجل الدولة: ص 66.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست