نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 186
أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر: مغفور لهم: فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا [1] , ومدينة قيصر هي القسطنطينية, عاصمة الدولة البيزنطينية [2].
قال الشراح: في هذا الحديث منقبة لمعاوية؛ لأنه أول من غزا البحر, وذلك في خلافه عثمان مازال معاوية يغريه بالغزو في البحر, حتى استجاب له, وبدأ الأسطول الإسلامي منذ عهد عثمان, ثم اتسع وازداد في عهد معاوية [3] , وفي هذه الغزوة مات أبو أيوب الأنصاري وكان في هذا الجيش رضي الله عنه, فأوصى أن يدفن عند باب القسطنطينية, والذي يهمنا هو أن هذا الجيش المغفور له بالجملة, كان في عهد بني أمية. إذ كانت هذه الغزوة سنه اثنين وخمسين من الهجرة النبويه , أى في عهد معاوية ومن نظر في سيرة معاوية بعد أن آلت إليه الخلافة, وبعد تنازل الحسن السبط رضي الله عنه له, وتأمل هذه السيرة بإنصاف: وجد الرجل حريصاً على إقامة الإسلام في شعائره وشرائعه, وعلى اتباع السنة النبوية في مجالات الحياة المختلفة.
المبحث الثاني: العلاقة بين الأمة ومعاوية كرئيس الدولة الإسلامية:
للخليفة كما للأمة حقوق, كما أن على كل منها واجبات مطالب بها محاسب عليها وإليك شيء من الإيضاح:
أولا: واجبات الخليفة:
بين الفقهاء الواجبات الملقاة على عاتق رئس الدولة, وحدودها التحديد الذي يوضح مدى ما هو موكول إليه من المهام ومهما اختلفت أساليب العلماء في التعبير عن هذه الواجبات وتعدادها, فإنه يمكن القول بأن هذه الواجبات في حقيقتها لاتتعدى المحافطة التامة على المصالح الدينية والدنيوية وإليك هذه الواجبات:
1 - العمل بشتى الوسائل على أن يكون الدين مصون عن كل ما يسيء إليه, سواء في هذا ما يتعلق بالعقيدة الإسلاميه, أو ما يتعلق بغيرها, وهذا الواجب ما عبر عنه الماوردي قائلا: حفظ الدين على أصوله المستقرة, وما أجمع عليه سلف الأمة فإن نجم مبتدع أو زاغ ذو شبهة عنه أوضح له الحجة, وبين له الصواب, وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود, ليكن الدين محروساً من خلل والأمة ممنوعة من زلل [4]. [1] البخاري رقم2924. [2] تاريخنا المفترى عليه, يوسف القرضاوي ص 63. [3] المصدر نفسه ص 63. [4] الأحكام السلطانية ص 15.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 186