نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185
فهذه بعض أقوال علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية رضي الله عنه ملوك المسلمين ومن خيارهم الذين غلب عدلهم وظلمهم وما هو ببريء من الهنات والله يعفو عنه, وهو على دين كما قال عن نفسه: يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات, ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء, ولقد تعّرض معاوية رضي الله عنه ودولته ودولة بني أميه عموماً لسهام بعض الكتاّب, وزعم بعضهم أنها دولة مدينه, وقال بعضهم: أنها كانت دولة عربية ولم تكن دولة إسلامية؛ بل قال بعضهم: إنها دولة علمانية لاصلة لها بالدين, ولا بالأخلاق, وهذه فرية تكذبها حقائق الدين وشواهد التاريخ, أما حقائق الدين, فقد بدأت دولة بني أمية 40 هـ من الهجرة, واستمرت إلى سنة 132 هـ. فقد شملت القرون الثلاثة التي هي خير قرون الأمة: قرن الصحابة, وقرن التابعبن, وقرن أتباع التابعين [1] وهي التي جاءت بها الأحاديث الصحاح المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل حديث ابن مسعود؛ خير القرون قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم [2] , ومثله حديث عمران بن حصين: خيركم قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم قال عمران: لا أدري: أذكر النبي بعد قرنين أو ثلاثة (3)
وكذلك حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: قال يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم, فيفتح. ثم يأتي زمان, فيقال: فيكم من صحب من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم فيفتح [4].
ومعنى قول "قرْني" أي أهل عصري. وهم الصحابة ثم قرن التابعين, ثم قرن الأتباع, وبعض الشرّاح حددوا القرن بزمن, فقال بعضهم: القرن أربعون سنة, وبعضهم قال: ثمانون سنة. وبعضهم جعله مائة سنة, وهو الذي اشتهر في الاستعمال الآن, وأمسى حقيقة عرفية. وتكون القرون المفضلة والموصوفة بالخيريه على هذا: ثلاثمائة سنة. وهذا غير منسجم مع منطق الواقع التاريخي, فالراجح تفسيره بِما ذكرنا, من عصر الصحابة, وعصر التابعين, وعصر الأتباع [5] ومن الأحاديث الصحيحة التي يستدل بها على منزلة الدولة الأموية من الإسلام. مارواه البخاري في صحيحه عن خالد بن مهران: أن عمير بن الأسود العنْسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت, وهو نازل في ساحة حمص, وهو في بناء له, ومعه أم حَرام (زوجه) قال عمر: حدثتنا أم حرام: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. (أى فعلوا فعلا وجبت لهم به الجنة) قالت أم حرام قلت: يا رسول الله, [1] تاريخنا المفترى عليه, يوسف القرضاوي ص 62. [2] متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان رقم 1645.
(3) المصدر نفسه رقم 1646 .. [4] المصدر نفسه رقم 1647. [5] تاريخنا المفترى عليه. يوسف القرضاوي ص 63.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185