responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 378
غير أن عزل رشيد باشا لم يؤد الى وقف حركة التغريب من استقدام المزيد من الانظمة والقوانين من الغرب بعد أن مهد لها الطريق، وفتحت لها الأبواب، ومع أن هذه المعارضة لرشيد باشا ودستوره قد نجحت في إقصائه سنة 1841م، إلا أنه عاد بعد أربع سنوات في عام 1845م تسانده مجموعة من أعضاء المحافل الماسونية الذين ركزوا السير في طريق التحول العلماني ... [1]، وعاد بعد ذلك ليتولى الصدارة العظمى سنة 1846م وعزل منها سنة 1858م [2].
وازدادت الأحوال سوءاً وانحطاطاً، مما جعل رجال الدولة يفكرون حقيقة في التغيير والاصلاح فلا يجدون أمامهم غير الطريقة الأوروبية في الإصلاح، والوجهة التغريبية في التغيير التي بدء في اتخاذها، خصوصاً إذا علمنا أن كثيراً من رجال الدولة هؤلاء ممن بعثتهم الدولة للعمل في التمثيل السياسي الخارجي أو للدراسة العسكرية في الخارج، بعد أن خلت الساحة من ظهور مصلح إسلامي يعيد الأمور الى نصابها، ويقطع الطريق على أنصار الغزو الفكري بتبني إصلاح جاد يعتمد على المنهج الاسلامي [3].
وكما قال الكاتب التركي الاستاذ "نجيب فاضل": ولخلو الامبراطورية العثمانية طيلة ثلاثة قرون أو أربعة قرون من زعيم فكري أو مصلح اجتماعي كبير وأصيل، فقد ترك المجال للدوبلوماسيين السطحيين المنبهرين بالغرب والمقلدين له ... وكانت النتيجة فقدان الروح، وضمور العقل، وذبول الارادة، وعموم الشلل [4].
وقد انتشرت أفكار الغزو الفكري بين الجمهور الاعظم من ساسة الترك وولاتهم، وركبوا متن التفرنج والتحلل من الدين، حتى إن العلامة العراقي الآلوسي لما زار والي كركوك علي باشا عام 1267هـ أثنى عليه وامتدحه بحب العلماء واكرامهم، وبالأخلاق الفاضلة، ثم قال بعد ذلك: (والظاهر أنه غير منحل العقيدة، ولا منتحل شيئاً من الآراء الإفرنجية الجديدة، حيث إنه لم يسمع منه جليس حديث لوندرة وباريس! ويكفي اهل البلد اليوم رحمة أن واليها سالم من تلك الوصمة، وقلما تنال هذه الرحمة في هذا الزمن الذميم!) [5].

[1] انظر: قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين، ص209.
[2] انظر: الدولة العثمانية دولة اسلامية مفترى عليها (1/ 181).
[3] انظر: الانحرافات العقدية العلمية (2/ 270).
[4] انظر: السلطان عبد الحميد حياته وأحداث عصره، ص43.
[5] انظر: نشوة المدام في العودة الى مدينة السلام، ص103.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست