نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 40
من قبيل المناظرة لما فيهم من العلماء والفضلاء والمتكلمين والمحققين, فلم يبق إلا اللجوء إلى الحيل والدسائس, ثم اتفقوا على وضع حيل وخطط مدروسة يسيرون عليها لتحقيق أهدافهم.
ومن وسائلهم في تحقيق الأهداف الدخول على المسلمين عن طريق التشيع, وعلى مذهب الرافضة, وإن كان هؤلاء الباطنيون يعتبرون الروافض أيضًا على ضلال, إلا أنهم رأوهم -علىحد ما ذكر الغزالي- أقل الناس عقولاً, وأسخفهم رأيًا, وألينهم عريكة لقبول المحالات, وأطوعهم للتصديق بالأكاذيب المزخرفات [1] , وأكثر الناس قبولاً لما يلقى عليهم من الروايات الواهية الكاذبة, فتستروا بالانتساب إليهم ظاهرًا للوصول إلى إضعاف الناس, فكان ظاهرهم الرفض, وباطنهم الكفر المحض, كما ذكر الغزالي [2] , أوكما قال بعض العلماء: إن الإمامية دهليز الباطنية .. وهذا هو التفسير المعقول لما نلاحظ من التقارب الشديد بين الباطنية والرافضة [3].
وقال ابن كثير في حوادث سنة (278هـ): وفيها تحركت القرامطة, وهم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس الذين يعتقدون بنبوة زرادشت مزدك, وكانوا يبيحون المحرمات, ثم هم بعد ذلك أتباع كل ناعق إلى باطل, وأكثر ما ينقادون من جهة الرافضة ويدخلون إلى الباطل من جهتهم؛ لأنهم أقل
الناس عقولاً ويقال لهم: الإسماعيلية لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج ابن
جعفر الصادق [4].
ب- عقائد الباطنية الفاسدة:
إن المتتبع لأخبار الباطنية وفرقهم ومذاهبهم يلاحظ تناقضًا واضحًا, ويرجع ذلك إلى أهل هذه الفرقة الباطنية الخبيثة إذ أرادوا ذلك لكي تتضارب الأقوال فيهم [1] فضائح الباطنية ص (19). [2] المصدر السابق ص (37). [3] انظر: فرق معاصرة للعواجي, (ج1/ 280). [4] البداية والنهاية (ج11/ 61).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 40