نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 38
أفاعيل قبيحة, فدفن منهم في بئر زمزم الكثير, ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم, وفي المسجد الحرام.
وعندما أقاموا دولتهم في الشمال الإفريقي أظهروا عقائدهم الفاسدة, وقتلوا العلماء, وأذلوا أهل السنة, وهذا ما سوف نعرفه؛ لأنه من صميم البحث.
إن العلامة البغدادي أوجز عداوة الفرق الباطنية للإسلام والمسلمين فقال: «اعلموا -أسعدكم الله- أن ضرر الباطنية على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس, بل وأعظم من الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم, بل أعظم من ضرر الدجال الذي يظهر آخر الزمان؛ لأن الذين ضلوا عن الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم إلى يومنا أكثر من الذين يضلون بالدجال من وقت ظهوره؛ لأن فتنة الدجال لا تزيد مدتها عن أربعين يومًا, وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر» [1].
وذكر ابن كثير أعمالهم التي قادها أبو طاهر الجنابي الباطني حين وصل مكة فقال: «فانتهب أموالهم واستباح قتالهم, فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا, وجلس أميرهم أبو طاهر -لعنه الله- على باب الكعبة والرجال تصرع حوله, والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام, في الشهر الحرام, في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام وهو يقول:
أنا الله وبالله أنا ... أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منهم, فيتعلقون بأستار الكعبة, فلا يجدي ذلك عنهم شيئًا, بل يقتلون وهم كذلك, ويطوفون فيقتلون وهم في الطواف .. إلى أن قال: «فلما قضى القرمطي -لعنه الله- أمره, وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم, ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد [1] الفرق بين الفرق ص (382).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 38