responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 103
المبحث الرابع
الصدام المسلح بين المعز بن باديس والقبائل العربية
ذكر ابن الأثير دخول العرب إلى إفريقية في حوادث عام 442هـ إلى أن قال: «ثم قدم أمراء العرب إلى المعز بن باديس فأمرهم وبذل لهم شيئًا كثيرًا, فلما خرجوا من عنده لم يجازوه بما فعل من الإحسان, بل شنوا الغارات, وقطعوا الطريق, وأفسدوا الزروع, وقطعوا الثمار, وحاصروا المدن, فضاق بالناس الأمر, وساءت أحوالهم, وانقطعت أسفارهم, ونزل بإفريقية بلاء لم ينزل بها مثله قط, فحينئذ احتفل المعز, وجمع عساكره, فكانوا ثلاثين ألف فارس ومثلها رجَّالة, وسار حتى حيل بينه وبين القيروان ثلاثة أيام, وكانت عدة العرب ثلاثة آلاف فارس «والصحيح أنهم كانوا على قدر جيش المعز على قول صاحب موسوعة المغرب العربي» فلما رأت العرب عساكر صنهاجة والعبيد مع المعز هالهم ذلك, وعظم عليهم, فقال لهم مؤنس بن يحيى: ما هذا يوم فرار؟ فقالوا: أين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات والمغافر؟ قال: في أعينهم, فسمى ذلك اليوم يوم العين, والتحم القتال, واشتدت الحرب, فاتفقت صنهاجة على الهزيمة, وترك المعز مع العبيد حتى يرى فعلهم, ويقتل أكثرهم, فعند ذلك يرجعون على العرب, فانهزمت صنهاجة وثبت العبيد مع المعز, فكثر القتل فيهم, فقتل منهم خلق كثير, وأرادت صنهاجة الرجوع على العرب, فلم يمكنهم ذلك, واستمرت الهزيمة, وقتل من صنهاجة أمة عظيمة, ودخل المعز القيروان مهزومًا, على كثرة من معه وأخذ العرب الخيل والخيام وما فيها من مال وغيره [1].
وقد وصفت كتب التاريخ هذه الواقعة بأبشع ما توصف به الحروب من فظاعة القتل وكثرة القتلى, نتيجة لصمود كل من الجيشين للآخر في سبيل دحر خصمه والقضاء عليه, وقال الشاعر العربي علي بن رزق الرياحي أبياتًا في هذه المعركة

[1] الكامل في التاريخ (ج6/ 153).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست