responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
يصف فيها ما دار بينهم وبين المعز:
وإن ابن باديس لأحزم مالك ... ولكن لعمري ما لديه رجال
ثلاثة آلاف لنا غلبت له ... ثلاثين ألفًا إن ذا لنكال (1)
ولما كان يوم النحر من هذه السنة 442هـ جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس, وهجم على العرب على حين غرة وهم في صلاة العيد, فركبت العرب خيولهم وهجمت على جيوش المعز فهزمتهم وأثخنتهم قتلى, ثم جمع المعز وخرج بنفسه في صنهاجة وزناتة في جمع كثير, وهاجم العرب في منازلهم, واحتدم القتال وتبارز الشجعان فانكسرت شوكة صنهاجة وولت زناتة الأدبار, وثبت المعز فيمن معه من عبيده ثباتًا عظيمًا لم يسمع بمثله وتناقلته الركبان, ثم انهزم وعاد إلى المنصورية, وأحصى من قتل من رجال المعز فكانوا ثلاثة آلاف وثلاثمائة, ثم أقبلت العرب حتى استقرت بمصلى القيروان ووقعت حروب طاحنة مع المعز قُتل من المنصورية ورقادة خلق كثير, فلما رأى ذلك المعز سمح لهم بدخول القيروان لما يحتاجون إليه من بيع وشراء, فلما دخلوا استطالت عليهم العامة, ووقعت
بينهم حرب كان سببها فتنة بين إنسان عربي وآخر عامي, وكانت الغلبة للعرب, وفي سنة 446هـ أشار المعز على الرعية بالانتقال إلى المهدية لعجزه عن حمايتهم
من العرب [2].
بعد أن رتب أمور العاصمة الزيرية الجديدة ونقل لها كل وظائف الدولة انتقل المعز إلى المهدية 449هـ فتلقاه ابنه تميم ومشى بين يديه واستولى العرب على القيروان وهدموا حصونها وقصورها وقطعوا الثمار, وخربوا الأنهار, وكانت الوقائع والمعارك والحروب التي خاضها المعز مع العرب درسًا قاسيًا له, أقنعته بألا طاقة له بالعرب, أيقن أن العبيديين مكروا به مكرًا عظيمًا, وكان من أسباب الهزائم المتلاحقة التي لحقت بالمعز قوة العرب وشجاعتهم, وخذلان جنوده من البرابرة

(1) تاريخ الفتح العربي, ص (299).
[2] الكامل في التاريخ (ج6/ 154).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست